وقال زفياجينتسيف الذي حل ضيفا على فقرة "حوار مع.." ضمن فعاليات الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في معرض رده عن سؤال لماذا يصنع الأفلام، إن "هذا السؤال يشبه أن تسألني لماذا أتنفس"، مؤكدا أنه "لا يمكن أن أفعل غير ذلك"، وأن "السينما وطني".
وأبرز المخرج الروسي الذي حاز فيلمه الأول "العودة" (2003) على جائزة الأسد الذهبي وجائزة لويجي دو لورينتيس لأفضل أول فيلم في الدورة الستين لمهرجان البندقية، أن رهانه الدائم في أعماله هو كسب ثقة الجمهور.
وأوضح أنه يسعى لذلك إلى اختيار ممثلين يكونون قادرين على تجسيد الشخصيات الموكولة إليهم بصدق. ويقول "أسعى إلى أن يؤمن المشاهد في قرارة نفسه أن من يراهم في أفلامه هم شخصياتها بحيث تغيب هوية الممثلين الحقيقية تماما".
وعن التحديات التي يواجهها المخرج السينمائي في العمل اليومي، قال زفياجينتسيف إن "الأمر يشبه أن يجد المرء نفسه أمام جبل، وعليه أن يكون قادرا على صعوده ويتخلى عن الخيارات العادية ويقدم على المخاطرة حتى يحفر طريقه بيديه".
وعن مشروع فيلمه المقبل، قال المخرج الروسي إنه سيشرع في تصويره في الربيع المقبل بكل من فرنسا وإسبانيا وليتوانيا، غير أنه لم يقدم نبذة عنه "لأنه لا يمكن أختصر فكرته في عبارات محدودة. أنا لا أحب كلمة pitch الإنجليزية التي تعني اختزال فكرة فيلم ما. فيلمي سيكون أعمق مما يمكن أن أقوله لكم".
وولد أندري زفياجينتسيف سنة 1964، وتكون في معهد نوفوسيبيرسك للمسرح، وفي المعهد الروسي للفنون المسرحية بموسكو. ولعب بعد ذلك على خشبة المسرح وفي التلفزيون والسينما. ومكن فيلمه الثاني "الإبعاد" (2007)، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، كونستانتين لافرونينكو بالفوز بأول جائزة روسية في التمثيل. وفي سنة 2011، فاز فيلمه الثالث "إيلينا"بجائزة لجنة التحكيم في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان. كما فاز فيلمه "ليفياثان" (2014) بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة مهرجان كان وبأول جائزة غولدن غلوب لفيلم روسي منذ سنة 1969 في العام الموالي.
ونال فيلمه "خطأ الحب" (2017) جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان وترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وفي سابقة من نوعها في السينما الروسية، فاز بجائزة سيزار أفضل فيلم أجنبي. وفي سنة 2018، عاد إلى مهرجان كان ليشارك في عضوية لجنة التحكيم.
وإلى جانب كاشياب، تستضيف فقرة "حوار مع.." عشرة من كبرى أسماء السينما العالمية، حلت بمراكش لتشارك الجمهور العديد من الحكايات المشوقة والنقاشات المفتوحة حول رؤيتها للسينما وممارساتها المهنية، وتبادل خبراتها بكل حرية معهم.
ويتعلق الأمر بكل من الممثل والمخرج الأسترالي، سيمون بيكر، والمخرج المغربي الموهوب، فوزي بنسعيدي، والمخرج الفرنسي، برتراند بونيلو، والممثل الأمريكي، ويليم دافو، والمخرجة وكاتبة السيناريو اليابانية، نعومي كواسي، والممثل الدانماركي، مادس ميكلسن، والممثل والمخرج الأمريكي الدانماركي، فيجو مورتنسن، والممثلة الاسكتلندية، تيلدا سوينتون، والمخرج الهندي أنوراغ كاشياب، والممثل والمخرج وكاتب السيناريو الأمريكي مات ديلون.