ويحكي هذا الفيلم (90 دقيقة) عن شخصية جلال الدين، الذي لم يقو على معاناة فراق زوجته، المتوفية بسبب المرض، وقرر الانعزال لمدة 20 سنة في رحلة بحث عن الذات داخل عوالم التصوف في إحدى الزوايا، التي صار شيخا بها مع مرور الزمن.
كما يتطرق هذا العمل السينمائي (سنة 2022) للقضايا التي يسكت عنها المرء داخل المجتمع، قبل أن يصطدم بها عن غير قصد في آخر المطاف، في إشارة إلى سر دفين أخفاه بطل الفيلم جلال الدين، له علاقة بزوجة ابنه عادل، ومن شأنه أن يدمر الحياة الزوجية لابنه، فقرر أن يخفيه ويسكت عنه، إلا أن السر ظهر في الأخير ليدمر حياة ابنه.
وخلال النقاش الذي أعقب العرض، أعرب بنجلون عن شكره لكافة أعضاء الفريق الذي شارك معه في إنتاج هذا العمل السينمائي، الذي شخص أحداثه كل من ياسين أحجام، والممثلة التونسية فاطمة ناصر، وعز العرب الكغاط، وفاطمة الزهراء بلدي، وأيوب اليوسفي، ومليكة الحماوي.
وأشار المخرج إلى أنه يسعى من خلال هذا الفيلم إلى فتح شهية المشاهد للتأمل في مجموعة من القيم التي من المفترض أن يتحلى بها الإنسان في علاقته مع الآخر داخل المجتمع، مثل الحب والسعادة والتسامح، وخاصة ما يتعلق بالمسكوت عنه "الذي نعيشه جميعا في حياتنا".
وإلى جانب فيلم "جلال الدين"، تتنافس على جائزة الفيلم الروائي الطويل أفلام "حميدة الجايح" لمصطفى الدرقاوي، و"أيام الصيف" لفوزي بنسعيدي، و"العبد" لعبد الإله الجوهري، و"أزرق القفطان" لمريم التوزاني، و"أبي لم يمت" لعادل الفاضلي، و"واحة المياه المتجمدة" لمحمد رؤوف الصباحي، و"ملكات" لياسمين بنكيران، و"إيقاعات تامازغا" لطارق الإدريسي.
وتتواصل فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 4 نونبر المقبل، بعرض مجموعة من الأفلام في إطار المسابقات الرسمية للفيلم القصير والفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، إضافة إلى عروض أفلام "بانوراما" الفيلم المغربي.