ويحكي هذا الفيلم الوثائقي (57 دقيقة)، الذي يشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، القصة الرائعة للمغاربة والإسبان الذين تقاسموا، قبل الاستقلال، مقاعد المدارس الابتدائية بالعيون، قبل أن تفرقهم الظروف السياسية.
كما يستعرض الفيلم لقاء أصدقاء الطفولة هؤلاء في إطار سينمائي يسلط الضوء على الروابط القوية التي تشكلت خلال طفولتهم، مع تجاوز الاختلافات الثقافية والدينية للتعايش بسلام.
وتبدأ أطوار الفيلم بمقدمة عن المدرسة الإسبانية "كوليخيو لا باث"، إحدى أقدم المؤسسات التعليمية في مدينة العيون، مع شهادات لأبطال الفيلم، منهم محمد البشير، ومحمد سالم، وللا، وسيسيل بوروني، وغيرهم ممن يشاركون قصصهم وذكرياتهم عن الوقت الذي قضوه في هذه المدرسة.
وبعد ذلك تتوجه الكاميرات إلى مطار الحسن الأول بالعيون، لتلتقط اللقاء المؤثر لهؤلاء المغاربة مع أصدقائهم الإسبان، الذين بصم كل واحد منهم على مسار مختلف في الحياة. وأضاء سحر هذا اللقاء الشاشة الكبيرة، مجسدا قوة الصداقة والمثابرة في إعادة توحيد المصائر المفترقة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مخرج الفيلم، أحمد زركان: "سعينا من خلال هذا الفيلم إلى تسليط الضوء على تاريخ "كوليخيو لاباث"، وهي مدرسة إسبانية عريقة قبل الاستقلال، من خلال إبراز العلاقات الإنسانية التي نشأت بين الأطفال المغاربة والإسبان آنذاك".
وأوضح أن هذا الشريط الوثائقي، الذي جاء كثمرة للإنتاج الذاتي، يهدف إلى تقديم نظرة متمعقة حول كيفية مساهمة ذكريات الطفولة هذه في تشكيل فهمهم للعالم والتعايش، مع تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية.
وعقب العرض، أتيحت الفرصة للجمهور، الذي تأثر بهذه القصة الآسرة، لخوض نقاش مع مخرجي الفيلم، تطرق خلاله العديد من هواة السينما إلى تفاصيل هذا الشريط الوثائقي، معبرين عن تأملاتهم ومشاعرهم التي أثارها الفيلم.