وأضاف السيد ولد أعمر، في كلمة له خلال الجلسة الإفتتاحية للدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي التي انطلقت أشغالها اليوم الأربعاء بفاس، أن "ألكسو" شرعت منذ مدة في التدريب على التحسب للأزمات والمخاطر التي تهدد التراث، وكذا على مساعدة الدول العربية لإخراج مواقعها من القائمة الحمراء لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
كما شدد على أهمية رسم خطة واضحة المعالم لدراسة هذا التراث وتوثيقه وتثمينه، والترويج له وإبراز مواطن الاعتزاز به، والعمل على مصالحة الناشئة معه.
وأبرز السيد ولد أعمر، أن من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جعلت من التراث الثقافي أحد أهم مجالات عملها، وتسعى بكل ما توفر لديها من تجربة وآليات وإمكانات إلى التوفيق بين كل أصناف هذا التراث وفي مختلف وضعياته.
واستعرض في سياق متصل، جهود المنظمة في مجال تثمين وحماية التراث العربي من خلال النشر والتعريف والتدريب والمساعدة القانونية والفنية والتقنية وإنجاز الخطط ومراجعة التشريعات، إضافة إلى دعم ملفات الدول العربية المرشحة للتسجيل لدى منظمة اليونسكو، وتوفير الدعم الضروري لها، والمساهمة بفعالية في رسم التوجهات العامة للتراث الثقافي لاستكشاف ما يوفره من إمكانات خصبة للدراسة والتثمين والاستثمار.
وأبرز أن المؤتمر مناسبة للاطلاع على التجارب، وتبادل الأفكار وتعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية من أجل النهوض بالتراث وحمايته، وجعله رافدا من روافد التنمية المستدامة.
وشدد السيد ولد أعمر، على ضرورة تضافر الجهود للرفع من عدد المواقع العربية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو"، بالنظر إلى ما تزخر به البلدان العربية من كنوز تراثية ثرية ومتنوعة.
من جهته، أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، أحمد سيد أحمد أج، في كلمة تلاها نيابة عنه ممثل الوزارة وليد الناس هنون، أن الإرث الثقافي العربي كان من أعظم روافد الثقافة الإنسانية التي ساهمت في تشكلها وفي سيرورتها التاريخية.
وأضاف الوزير الموريتاني الذي ترأست بلاده الدورة الـ 25 من المؤتمر، أن الحضارة البشرية، بما هي عليه اليوم من رقي وازدهار مدينة لذلك الإرث بالكثير من العطاء وفي كل السياقات الثقافية.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود لخدمة هذا التراث واتخاذه مرتكزا أساسيا ومنطلقا في مواجهة تحديات العصر، وتعزيز وتعميق السياسات الوطنية الواعية بالبعد التاريخي لهذا الإرث.
وتم على هامش أشغال المؤتمر، افتتاح معرضين بعنوان: "نفائس المخطوطات المغربية" و"التراث المغربي المصنف تراثا عالميا"، تضمنا مخطوطات متنوعة من التراث المغربي الأصيل، وصورا ترمز لمكونات التراث المادي واللامادي المغربي المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة "اليونسكو".
وتتمحور أشغال هذا المؤتمر الذي افتتح بحضور الكاتبة العامة لقطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، سميرة الماليزي، وممثل وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وليد الناس هنون، والكاتب العام لولاية جهة فاس مكناس، عبد السلام فريندو، حول موضوع "التراث الثقافي في السياسات الوطنية للبلدان العربية"، الذي تم اعتماده في الدورة الخامسة والعشرين للمؤتمر المنعقدة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال شهر نونبر 2021.
وتتوزع أشغال هذا اللقاء العلمي الذي يتواصل على مدى ثلاثة أيام، على مجموعة من المحاور ذات الصلة بالتجارب العربية في حماية الممتلكات الثقافية والسياسات القُطرية للدول العربية في إدارة التراث الأثري والحضارة وما يرتبط بها من مناهج وتشريعات وتوثيق.