وتطرق المتدخلون، خلال هذا اللقاء، إلى العديد من المواضيع التي تتعلق أساسا بالعلاقة بين المؤلف والناشر، مشيرين إلى أنه يجب على الناشر تطوير "رؤية من أجل الكتاب"، الذي تنبع منه أهمية الانخراط في حوار مع المؤلفين لبلوغ منتج نهائي يلبي معايير كل طرف.
كما استعرضوا التحديات المتعلقة بعملية التأليف، بما في ذلك تطوير "حياة للكتاب بعد نشره"، ما يفسر الحاجة إلى الامتثال لشروط تجارية معينة، وإيجاد أرضية تفاهم مع المؤلف بشأن بعض الجوانب مثل غلاف الكتاب وعنوانه.
بالإضافة إلى العلاقة بين الناشر والمؤلف، أثار المشاركون في اللقاء جملة من القضايا المرتبطة بتداول الكتاب في الفضاء الناطق بالفرنسية، داعين المؤلفين إلى تحرير أنفسهم من تأثير الفولكلور والتقاليد لتطوير كتابة شاملة ومعاصرة أكثر.
كما دافعوا عن الأدب الناطق باللغة الفرنسية في مواجهة زحف اللغة الإنجليزية، وطالبوا بدعم مالي أكثر، من أجل تعزيز مكانة الكتاب باللغة الفرنسية في السوق.
ودعوا كذلك إلى "إضفاء الطابع المهني" على صناعة الكتاب في المغرب، على جميع المستويات، فضلا عن وضع ميثاق أخلاقي حقيقي يلبي احتياجات أصحاب المصلحة، مذكرين بأن مشروع المخطوط يتطلب من الناشرين والمؤلفين العمل سويا من أجل النهوض بالأدب وبالتالي المشاركة في تنمية المجتمع.
وتشهد هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة، ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، تنظيم فعاليات ضمن برنامجها الثقافي العام يحضرها 661 من الكتاب والمفكرين والشعراء المغاربة والأجانب.
ويأتي اختيار كيبيك كضيف خاص لدورة هذه السنة للمعرض، تخليدا للذكرى الستينية لميلاد العلاقات الدبلوماسية المغربية الكندية، التي تعرف دينامية ملحوظة على جميع الأصعدة، وتتعزز بوجود دياسبورا مغربية نشيطة في مختلف مقاطعات هذا البلد الصديق.
كما تحضر الآداب الإفريقية التي حلت السنة الماضية ضيف شرف على المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بقوة في دورة هذه السنة من المعرض برواق كبير وبحضور ضيف خاص هو الأديب النيجيري المرموق وول سوينكا الذي يعد أول إفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب (1986).