وفي هذا السياق، ستتوفر عاصمة المملكة قريبا على مجمع متحفي كبير، سيكون مجاورا لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
ويسلط رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء ، الضوء على الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي سيكون الأبرز في القارة الإفريقية.
1- ستتوفر " الرباط مدينة الأنوار وعاصمة الثقافة" قريبا على مجمع متحفي مخصص للثقافة، وذلك بموجب اتفاقية موقعة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف وعدد من الشركاء. فما هي القيمة المضافة التي سيحدثها هذا الصرح الثقافي ؟
يبصم هذا الصرح، الواقع في قلب مدينة الرباط، على تاريخ خاص به لكونه ليس فقط مقرا لمؤسسة عسكرية رفيعة بل أيضا كان أول مقر للمجمع الشريف للفوسفاط.
سنقوم بالاحتفاء ببعده التاريخي والتراثي بجعله فضاءا للثقافة، يتواجد أمام متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وكذا على بضع أمتار من متحف التاريخ والحضارات.
لست أدري إذا كان بإمكاننا الحديث عن "قيمة مضافة"، لكون الرباط تعتبر أصلا مدينة غنية ثقافيا، لكن يمكننا التأكيد على أن هذا المجمع سيكون منسجما مع استراتيجية "الرباط عاصمة الأنوار وعاصمة الثقافة" .
وسيضع المدينة في خضم دينامية حديثة متطورة ومنفتحة على العالم مع تسليط الضوء على ماضيها التاريخي وروافده الغنية وجذوره الإفريقية.
2- سيضم هذا المجمع مجموعة من المكونات وسيكون مجاورا لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، هل يمكنكم إطلاعنا أكثر على هذا المشروع ؟
سيحتضن المجمع مركزا إفريقيا للتكوين في مهن الحفظ والترميم، وبالخصوص، متحفين جديدين سيثريان قائمة المتاحف: متحف الرباط المخصص لتاريخ المدينة، ومتحف القارة .
ويكرس هذا المشروع رؤية ملكية تتمثل في جعل المغرب يتوفر على بنيات تحتية متحفية ذات جودة. ويستجيب أساسا لتطلعات النموذج التنموي الجديد الذي يضع الثقافة ضمن أولويات التنمية بالمملكة.
ولتطوير هذا المشروع، تعمل المؤسسة الوطنية للمتاحف بتعاون وثيق مع وزارات ومؤسسات الدولة ذات الخبرة في مجال البناء والتجهيزات العامة.
لقد قمنا بالتوقيع على اتفاقية الإشراف المنتدب على المشروع مع وزارة التجهيز والماء والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة لتنفيذ مشروع تهيئة المبنى.
وستشرف الوزارة المنتدبة المكلفة بالميزانية أيضا على المشروع وعلى الموارد الضرورية لإنجازه.
كما قمنا، سنة 2020، بإبرام اتفاقية مع الوكالة الفرنسية للتنمية من أجل إحداث مركز إفريقي للتكوين في مهن التراث، والذي سيجمع مجموعة من الخبراء من المغرب و بلدان غرب افريقيا الناطقة بالفرنسية وكذا فرنسا، لتقاسم مهاراتهم والممارسات الجيدة وكذا هيكلة شبكة الخبراء الأفارقة في مهن المتاحف.
3 - سيحتفي هذا المجمع بإفريقيا وسيكون الأبرز بالقارة ، ماهي رؤية المؤسسة الوطنية للمتاحف في هذا السياق؟
لقد قمنا بتنظيم مجموعة من التظاهرات الفنية الإفريقية ، منها على سبيل المثال "إفريقيا بالعاصمة " سنة 2017 ، " وكنوز الإسلام في افريقيا : من تمبوكتو الى زنجيبار " و"أضواء إفريقيا " في 2019، وذلك بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وكذا في فضاءات ثقافية أخرى بالعاصمة.
ونعرض حاليا بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، أعمال رائد التصوير الفوتوغرافي ماليك سيديبي وكذا جيل من المصورين الشباب المعاصرين ينتمون لكافة أنحاء القارة، وذلك في إطار معرض " إفريقيا بعيون مصوريها من ماليك سيديبي إلى يومنا هذا".
ويمكننا القول أنه منذ إحداثها فقد أولت المؤسسة الوطنية للمتاحف مكانة خاصة لإفريقيا في سياستها المتحفية وفي برنامجها الثقافي.
ويتبوأ بلدنا مكانة مركزية واستراتيجية على الصعيد القاري، وبصفة أكبر منذ عودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الافريقي سنة 2017. وهي العودة التي تميزت بالخطاب القوي والرمزي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي أكد خلاله جلالته أن الوقت قد حان "لكي تستفيد إفريقيا من ثرواتها (..) ويحق لإفريقيا اليوم، أن تعتز بمواردها وبتراثها الثقافي، وقيمها الروحية. والمستقبل كفيل بتزكية هذا الاعتزاز الطبيعي ".
ولهذا سنستضيف بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المحور المعاصر لمعرض "فن بنين بين الأمس واليوم: من الاسترجاع الى التعريف " .
لقد كان للمؤسسة الوطنية للمتاحف الشرف في المشاركة، في فبراير الماضي، في هذا الحدث بالبنين التي احتفت باسترجاع 26 قطعة فنية من الكنوز الملكية من فرنسا.
إن المغرب فخور بانتمائه الإفريقي، حيث يستمد جذوره العميقة للاضطلاع بدور المحرك في مسار التنمية الثقافية والفنية الإفريقية. ولهذا فمن خلال حمل هذا الفخر عاليا، وهذا التنوع الغني، ستفرض قارتنا مكانتها في المشهد الدولي المعاصر.