واعتبرت السيدة فتاح علوي في كلمة ألقتها مساء أمس في حفل أقيم بالجناح ، بمناسبة إسدال الستار عن فعاليات إكسبو دبي 2020 ، أن ثمرة النجاح وجدت أسبابها في ما استرعى اهتمام الزوار بالجناح ، بما قدمه من تراث مغربي غني متعدد الروافد يشكل هوية المملكة، ويعكس بيئتها وطبيعتها المتفردة ، وحداثتها وكونية ثقافتها ، وفن الحياة فيها ، وكذا امكانياتها الاقتصادية وإنجازاتها ، ومشاريعها وكفاءاتها ، ورؤيتها المستقبلية لتحقيق التقدم المستدام.
وأشارت الوزيرة إلى أن عوامل أخرى هامة ساهمت في استقطاب الزوار، تكمن بالخصوص في حسن الاستقبال ، والكرم الذي يميز المغاربة سواء في الداخل أو الخارج ، إضافة إلى فن الطبخ المغربي ، الذي كان له حضورقوي من خلال مطعم أقيم على امتداد فترة المعرض بفضاء الجناح، قدم مختلف الأطباق المغربية الأصيلة.
وذكرت السيدة فتاح علوي أن هذه التجربة ، شكلت " مغامرة رائعة " ، تطلبت أزيد من سنتين من العمل المتواصل ، "لتحقيق النتائح التي بلغناها بفضل تكاتف جهود الجميع " ، منوهة بمساهمة ، وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، وعدد من المؤسسات المغربية .
وأشادت الوزيرة بالعمل الذي قام به المهندسون المغاربة وجعلوا من الجناح تحفة معمارية فنية ، أثارت دهشة وإعجاب الزوار ، وصولا إلى الفوز بجائزة ذهبية عن فئة التصميم الداخلي بفضل ما أجزه طاقم مغربي لشركة " Avant scène "، وبالدعم الذي قدمته مؤسسة " دار الصانع " ، وكذا بالجهود التي بذلتها كل الأطقم التي اشتغلت إلى جانب مندوبية الجناح ، وسهرت على التنظيم وتلبية كل متطلباته ، إلى جانب وسائل الاعلام التي واكبت المشاركة المغربية منذ انطلاق المعرض في فاتح أكتوبر الماضي وإلى غاية نهايته في مارس .
وعبرت السيدة فتاح علوي من جهة أخرى عن تقديرها للجهود التي قامت بها دولة الامارات العربية ، وعلى التنظيم الجيد الذي خصت به هذه الدورة من إكسبو ، معتبرة أن الامارات " أعطت درسا جميلا للعالم ، وأبانت على ما تستطيع دول العالم العربي والاسلامي ، أن تحققه ، وتقوم به ضمن سياق معقد للغاية ، وتستقبل الملايين في فضاء المعرض".
وأثنت السيدة فتاح علوي في هذه الكلمة على السيدة ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي بدولة الامارات ، المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي ، وكل الفرق التي اشتغلت معها ، وساهمت في إنجاح هذا الحدث العالمي الكبير .
يذكر أن الجناح المغربي ، الذي أقيم على مساحة تقدر ب3500 متر مربع ، اعتمد في تصميمه وبنائه على تقنيات تقليدية ، وعلى التراب الصخري ليحاكي المدينة العتيقة ، وتم ترتيبه عموديا حول فناء داخلي .
ووضع الجناح الذي شكل فضاء مناسبا للحوار مع الثقافات المتعددة في جميع أنحاء العالم ، برمجة غنية بلغت أكثر من 600 نشاط على امتداد أيام المعرض ، هم ندوات ولقاءات وعروض وتظاهرات متنوعة ، تنظيم أخرى بشراكات مع أجنحة عدة دول حول مواضيع تهم أساسا ، الثقافة والصحة والتربية ، خاصة أجنحة الإمارات، والبرازيل، ولوكسمبورغ، والسعودية وبابوا غينيا الجديدة .
وتضمنت قائمة التظاهرات عروضا موسيقية مزجت بين الموسيقى المغربية الاصيلة ، وموسيقى فرق فلكلورية لمختلف البلدان، وعروضا ناجحة من قبيل إعادة أداء النشيد الوطني الإماراتي بنغمات مغربية قدمته الأوركسترا الفيلارمونية المغربية.
وتم تنشيط عروض مباشرة للطبخ تمزج بين المطبخ المغربي والبرازيلي ، ومطبخ لوكسمبورغ ، والبرازيل حيث تم إعداد الكسكس ، الـ"يريكاديرو" بنكهات مغربية، أو "كنيدلين" لوكسمبورغ بصلصة "فتات الشطبة"، وغيرها من الأطباق ، فيما نظمت في مجال الفن السابع ، "ليالي الفيلم السعودي"، بشراكة بين الجناحين المغربي والسعودي ، وامتدت الشراكات إلى قطاعات أخرى ، مثل الأسبوع الموضوعاتي ، حول الصحة واللياقة مع وكالة "بيوند ويلنس"، والذي اقترح على زوار الجناح المغربي حصصا لليوغا والعلاج بالصوت وجلسات التأمل .
أما على مستوى التعليم، فتم عقد توأمة بين الجناح المغربي ومدرستين برأس الخيمة في إطار مبادرة "همزة"، حيث تم تسليط الضوء من خلال الشراكة مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على الثقافة والهوية المغربية بشكل خاص في مدرستين إماراتيتين لمدة شهرين، حتى نهاية المعرض الدولي، إلى ذلك، تم تقديم دورات خاصة حول " المغرب والثقافة المغربية" في فصول المدارس الثانوية وكذا حول " التاريخ والجغرافيا ،والموسيقى ، والثقافة…" .