وأوضح السيد باحنيني في تدخله، يوم الأربعاء، بجامعة لشبونة خلال اللقاء الدولي التاسع للتراث المعماري المتوسطي، أنه تم تنفيذ العديد من أعمال الترميم وإعادة تأهيل مختلف المواقع معمارية، التي تشمل على الخصوص، المدن العتيقة، المساجد القديمة، المعابد اليهودية والكنائس، خلال السنوات الأخيرة في مجموعة من مدن المغرب.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن مدينة الرباط، التي تعد موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ العام 2012، أضحت تتوفر مثلا على مؤسسة مكرسة للمحافظة على التراث الثقافي، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وتهدف إلى التعبئة الفعالة للخبراء والفاعلين العموميين والخواص، من أجل العمل على استدامة ونقل القيم التاريخية، المعمارية، الفنية، الحضرية، المادية وغير المادية لتراث عاصمة المملكة الثقافي.
وبعد تذكيره بأن ثلاث نسخ من اللقاء الدولي حول التراث المعماري المتوسطي نظمت في المغرب، وذلك على التوالي في المدن العريقة لمكناس سنة 2005، مراكش في 2007، والرباط في العام 2019، أشار السيد باحنيني إلى أن هذا يعكس الأهمية الجوهرية التي توليها المملكة، ليس فقط لصون والحفاظ على التراث المعماري المغربي، ولكن أيضا التراث المعماري المتوسطي الذي يشكل مكونا أساسيا في كُنه المعمار المغربي.
وحسب السيد باحنيني، إذا كان الحفاظ على التراث المعماري مهمة شاقة على المستوى الوطني، تتطلب قبل كل شيء إرادة سياسية واضحة، يليها تنسيق محكم بين العديد من المتدخلين وأصحاب الحرف، فإن تنفيذ هذا العمل على المستوى الوطني هو مهمة أكثر صعوبة.
وأكد السفير أن الحوض المتوسطي يتميز، أكثر من أي منطقة أخرى في العالم، بتراثه المعماري والعمراني الغني، الذي يعتبر بحق موروثا ثقافيا عالميا، مشيرا إلى أن هذه الثروة تعكس التنوع التاريخي للحضارات المتوسطية.
وخلص إلى أن "مثل هذا التراث يستحق جميع التضحيات للحفاظ عليه. ومن واجبنا كسكان المتوسط، في الشمال كما في الجنوب، المساهمة بفعالية في هذا التوجه المشرف سعيا إلى تسليم هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة".