وتميز هذا الحدث الفني، الذي نظمه المجلس المغربي الأمريكي نهاية الأسبوع الماضي، بحضور جمهور مغربي متحمس من مختلف الأديان قدم البعض منهم من ولايات أمريكية مجاورة ، علاوة على أفراد الجالية العربية، وعدد من الأمريكيين الذين جاؤوا للاحتفال بالصداقة العريقة التي تربط البلدين.
ونشط هذه الأمسية الفنية، التي أقيمت في جو عائلي وودي، الفنانان الكبيران عبد الرحيم الصويري ويونس الرباطي.
وسافر الفنانان، بأصواتهما الشجية والآسرة، بالجمهور الحاضر في رحلة عبر الزمن وسمها الحنين إلى الماضي، وأنواع موسيقية مختلفة، تراوحت بين الأغنية الشعبية ، الشعبي ، والموسيقى الأندلسية والملحون، علاوة على مقطوعات من الأغنية الوطنية التي رددها مغاربة المهجر الغيورين على وطنهم الأم والمنخرطين، كما العادة ، في مسيرة التنمية المغربية لاسيما في مرحلة ما بعد الجائحة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار عبد الرحيم الصويري، الذي أصبح على مر السنين وعبر عروض فنية داخل المغرب وخارجه سفيرا للموسيقى العربية الأندلسية العريقة بامتياز، إلى أن الحفل ، الذي أوفى بكل وعوده، مكن من الاحتفاء بتنوع الثقافة المغربية وتسليط الضوء أيضا على التراث اليهودي المغربي، الذي يعد أحد المكونات الأساسية للهوية الثقافية للمملكة بمختلف روافدها.
وكدليل على الامتنان لمغاربة العالم، قام المنظمون بتكريم الممثلة الخيرية والفاعلة الجمعوية، زهرة جورجيت الكايم مويال، هذه اليهودية المغربية التي ولدت في تزنيت ثم أمضت جزءا كبيرا من حياتها في نيويورك، والتي تميزت بالتزامها تجاه مجتمعها وبإشعاع المملكة وتعزيز الروابط المغربية الأمريكية.
بنظراتها البراقة وابتسامتها الدافئة، رغم كبر سنها، أعربت السيدة جورجيت، التي كانت مرفوقة بأحفادها ، لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن تقديرها وامتنانها الكبيرين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتعلقها بالعرش العلوي، أساس الأمة المغربية التي تتميز بالتعايش الفريد بين مكوناتها المختلفة من جميع الأديان.
واعتبرت السيدة جورجيت أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل هو تعبير آخر عن قيم السلام والتسامح والعيش المشترك للمملكة المغربية تحت قيادة العرش العلوي المجيد .
وأقيم حفل التكريم بحضور رئيس غرفة التجارة والصناعة المغربية الإسرائيلية، سعيد بنريان، وجوناثان ليفي، نائب رئيس هذه الهيئة التي تروم المساهمة في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
من جهة أخرى، قال رئيس المجلس الأمريكي المغربي، شعيب صالح، إن العديد من المغاربة المقيمين بالخارج أعربوا عن سعادتهم بتنظيم هذا الحدث الفني، الذي هو بمثابة حفل تقليدي مغربي أصيل، والذي يكتسي طابعا خاصا باعتباره يرمز إلى العودة إلى الحياة "الطبيعية" بعد عامين من القيود المفروضة جراء انتشار وباء كورونا.
وأضاف أن من شأن مثل هذه التظاهرات تعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن الأم مع الاندماج الكامل في البلد المضيف، وهو شعور يود جميع المغاربة المقيمين بالخارج نقله إلى الأجيال القادمة مع قيم التسامح والانفتاح والعيش المشترك التي تمثل الاستثناء المغربي.
من جانبه، ذكر منصف الوزاني وهو مدير شركة للهندسة في دالاس، أن الأمر يتعلق بلحظة تواصل بين أفراد الجالية المغربية الذين تتزايد أعدادهم في الولايات المتحدة، بغية التعرف على بعضهم البعض، وتبادل الأفكار ونسج أواصر الصداقة والتفكير في إجراءات أخرى مستقبلية.
وبالنسبة لزكريا يرو، مقاول شاب، الذي سافر من ولاية ميسيسيبي (حوالي 700 كلم ) لحضور هذه التظاهرة الفنية رفقة زوجته الفلسطينية، وتجديد التواصل ، على حد قوله، بثقافة المغرب الذي لم يتمكن من زيارته خلال العامين الماضيين، فإن التنسيق بين المغاربة المقيمين في هذا الجزء من الولايات المتحدة له مستقبل واعد .
من جهته، يرى أمين بن الطاهر، الذي يدير شركة تسويق رقمي في دالاس، أن الجالية المغربية في تكساس تنمو بشكل متزايد وتضم عددا كبيرا من المديرين التنفيذيين الذين يمتازون بالدينامية ويتطلعون إلى مهن المستقبل، مسلطا الضوء، في هذا السياق، على ضرورة مضاعفة الجهود وتعزيز إرساء شراكات ذات قيمة مضافة بين الكفاءات المغربية في الولايات المتحدة ومع الفاعلين الاقتصاديين والجامعات ومعاهد الأبحاث الأمريكية والمغربية.
وتتميز ولاية تكساس، ذات المساحة الشاسعة التي تعادل تقريبا مساحة بريطانيا العظمى وفرنسا مجتمعين ويبلغ عدد سكانها حوالي 30 مليون نسمة، بكونها تتوفر على موارد فلاحية ونفطية وغازية كبيرة ، كما تعرف حاليا معدل نمو اقتصادي قوي تغذيه دينامية كبيرة لشركات التكنولوجيا والاتصالات والتكنولوجيات المالية والطاقية.