وقال الجروان الذي كان يتحدث خلال أعمال الدورة الأولى من ملتقى الاستثمار "أبوظبي – دبي – العيون -الداخلة " الذي يقام تحت شعار "استثمر للغد" أن الأقاليم الجنوبية للمملكة ينتظرها مستقبل زاهر، بالنظر الى الإمكانيات الهامة التي تختزنها في عدد من مجالات النشاط الاقتصادي ، والى موقعها الاستراتيجي كمنطقة قريبة من اوروبا،وبوابة نحو باقي القارة الافريقية التي تعد سوقا واعدة بنحو مليار و200 نسمة.
وأضاف أنه تابع باهتمام كبير مختلف العروض التي قدمها وفدا جهتي الداخلة – وادي الذهب ، والعيون – الساقية الحمراء خلال هذا الملتقى، مشيرا الى أن هذه المداخلات سلطت الضوء على مختلف فرص الاستثمار والاعمال التي تزخر بها الجهتان.
من ناحية أخرى أكد الجروان على مختلف أوجه النمو والتقدم التي حققها المغرب على عدة أصعدة في العقدين الأخيرين، مبرزا عمق ومتانة العلاقات المغربية الإماراتية التي وضع أسسها المغفور لهما جلالة الملك الحسن الثاني، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،وهي العلاقات التي عرفت زخما كبيرا في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية .
وأضاف الجروان خلال الملتقى أن افتتاح دولة الامارات العربية المتحدة لقنصلية عامة بالعيون، يؤكد مدى عمق الروابط بين البلدين الشقيقين، ودرجة علاقاتهما الاستثنائية ، مشيرا الى أن العلاقات الاقتصادية المغربية الإماراتية شهدت تطورا مطردا، على الرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأشار الى وجود أزيد من ثلاثين شركة إماراتية مستثمرة في المغرب ، معربا عن أمله في أن تتم مضاعفة حجم الاستثمارات الإماراتية في المملكة خلال السنوات المقبلة، والرقي بالتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الى مستويات أعلى، ونسج شراكات مثمرة بينهما.
يشار الى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية في المغرب ،والمرتبة الثالثة على صعيد مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ويهدف الملتقى، الذي حضره نائب سفير المملكة المغربية بدولة الامارات العربية المتحدة ، عبد الإله أوداداس ، ورجال أعمال ودبلوماسيون ،إلى توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين ليشمل جهات ومدن الصحراء المغربية على نحو متزايد.
ويستعرض الملتقى ، الذي يشارك فيه عن الجانب المغربي وفد رفيع، يضم ممثلين عن المجالس المنتخبة لجهتي العيون – الساقية الحمراء ، والداخلة- وادي الذهب ، وعدد من المسؤولين ورجال المال والأعمال، وعن الجانب الاماراتي مسؤولون وفاعلون اقتصاديون وممثلون عن القطاع الخاص والشركات الاستثمارية الكبرى ، مختلف فرص الاعمال التي تتيحها الجهتان في عدد من القطاعات الاقتصادية.
ويوفر الملتقى الذي عرضت فيه أيضا مختلف التمثيليات الدبلوماسية ، التي فتحت قنصليات بالصحراء المغربية ، دعما لوحدة أراضي المملكة ، المعطيات الوافية للمستثمرين والفاعلين الاقتصاديين الإماراتيين الراغبين في توطين أعمالهم وتعزيز شراكاتهم التجارية بهاتين الجهتين.
ويشمل برنامج الملتقى ،ندوات نقاشية وجلسات حوارية، تفاعلية ، ولقاءات مباشرة بين رجال الأعمال الإماراتيين والمغاربة، من أجل بحث آفاق التعاون والشراكات الثنائية في قطاعات اقتصادية متنوعة، من ضمنها السياحة ، والصيد البحري ،والطاقات المتجددة والصناعات التحويلية والتكنولوجيا والعلوم والزراعة المستدامة.
وتتيح الأقاليم الجنوبية للمملكة بفضل موقعها الاستراتيجي ، ومناخ الأعمال المستقر، الذي يستمد ديناميته أساسا من الإصلاحات التنموية والمشاريع المهيكلة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصا متنوعة للاستثمارات الأجنبية، وهو ما يؤدي الى تزايد المؤشرات على تحول منطقة الصحراء المغربية إلى قبلة هامة لرؤوس الأموال الأجنبية بفضل الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة.
ومن المقرر أن يعقد وفدا جهتي الداخلة - وادي الذهب، والعيون – الساقية الحمراء، لقاءات مع مسؤولين اقتصاديين ورجال اعمال ومستثمرين بإمارتي الشارقة ودبي، كما سيقوم الوفدان بزيارة للمعرض العالمي (إكسبو دبي 2020 ) الذي يشارك فيه المغرب بجناح ضخم يعكس تنوعه ويستعرض الإنجازات الاقتصادية والثقافية والعلمية ،لمملكة عريقة ضاربة جذورها في التاريخ.