المقهى هوية يصنعها تفاعل غير معلن بين صاحبها وشريحة غالبة من الزبناء. بتسعيرتها، بشكل تصفيفها وتأثيثها، بجودة منتجاتها، وببروفايل نادليها، ينتخب المكان رواده ويرسي قاعدة وفاء تضيق أو تتسع، نحو إغلاق مبرمج أو حياة مديدة عابرة للأجيال. طلبة يواظبون على التحصيل تحضيرا للامتحان، مهنيون توسموا في ركن موعدا يوميا لتدبر الأحوال والقيام بشؤون البيزنيس والوساطة، موظفون يكسرون روتين التشابه، عشاق يتوخون مكانا هادئا آمنا على ايقاع الموسيقى، عاطلون يبددون الزمن ويبددهم في يوميات انتظار تشبه روتين العمل لكن بمرارة العجز والتيه واللاجدوى، وعابرون لا يتجددون...