وأبرز السيد بن عرفة، الذي حل ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أن مشروع الرواية العرفانية ينبني على المعرفة بعالم الوجود ولكن في صورتها الجمالية. فالعالم اليوم في أمس الحاجة إلى مدارك من قبيل الجمال والعرفان لتمثل وإدراك الوجود أمام مظاهر القبح والرداءة والتفاهة السائدة حاليا".
واعتبر الروائي، في هذا الصدد، أن الكتابة العرفانية تهدف إلى السمو بالروح إلى مصاف هذه المدارك، مبرزا أن "العرفان هو أيضا أدب السفر، فبقدر ما هو سفر في ذات الإنسان ومداركها وآفاقها ووجدانها، هو أيضا سفر في الوجود وفي المكان والزمان".
وسجل السيد بن عرفة، وهو أيضا نائب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، أن الإنسان خليط من إدراكات حسية وعقلية وروحية وجدانية ونفسية، وأن الرواية العرفانية تسعى إلى تجميع كل هذه الإدراكات وأن تبني هذا الأدب بوحدة الانسان، على اعتبار أن الانسان ليس سوى وحدة متناغمة من إدراكات تكمل بعضها البعض.
وأبرز أن مشروع هذا الرواية يتناول القضايا الرئيسية في حياة الإنسان، ويطرح الأسئلة الكبرى حولها، ويخاطب كل ما هو أساسي وجوهري في كل إنسان، مهما اختلفت البيئات والسياقات التي يعيش فيها، لأن هناك استمرارية تاريخية وذات حضارية وثقافية.
وبخصوص روايته العرفانية الجديدة "مولاي إدريس"، أبرز السيد بن عرفة أن هذه الرواية تأتي للتذكير بالاستمرارية الثقافية والحضارية للمغرب، التي تنأى بنفسها عن التقطيعات الاستعمارية، التي حاولت تحجيم المغرب في حدود ليست هي حدوده الحقيقية وبعيدا عن آفاقه وتطلعاته، مشددا على أن المملكة ليست وليدة تقطيعات استعمارية، فالكينونة التاريخية والحضارية للمغرب ضاربة في عمق التاريخ.
وخلص الروائي المغربي إلى أن "المغاربة أدركوا اليوم أن المملكة قوة روحية عظمى وحضارة ضاربة في عمق التاريخ، يجب استثمارها في تطوير النموذج التنموي الجديد من خلال مشروع ثقافي كبير يترجم هذه الاستمرارية الثقافية والحضارية".