وشدد السيد كسيكس الذي حل ضيفا على برنامج (حديث الثلاثاء) لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على أن عمل اللجنة ارتكز على عملية ذكاء جماعي ، من خلال جلسات استماع مع كافة الأطراف و القوى الحيوية للأمة ، لإعطاء تصور جماعي يفضي الى "ميثاق وطني للتنمية ".
وأشار إلى أن عمل اللجنة انطلق من مرجعية وهي الدستور ، وأسفر عن ميثاق وطني سيتفق عليه الفاعلون في المجالات السياسية والجمعوية والاقتصادية والثقافية ، بالإضافة إلى آلية متابعة تضمن المساءلة ومواكبة العمل من طرف المجتمع.
وسجل أن "النموذج التنموي الجديد يضع المواطن في صميم تفكيره "، مشددا على أهمية الرأسمال البشري كعامل أساسي لنجاح أي تنمية.
وأبرز أن الثقافة تعتبر أيضا في عمل اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي عنصرا حاسما ، داعيا إلى تعزيز هذا المكون من خلال التعليم ، "الذي يجب تحسين جودته ، بالإضافة إلى غرس حب الفنون للمواطنين منذ سن مبكرة ، من خلال فضاءات الإبداع".
من جانبه ، أشار عبد الله ساعف ، الباحث البارز في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى أن "فكرة نموذج تنموي جديد جاءت بعد أن بلغت عدة مخططات للإصلاح مداها، وكذا لمساءلة النموذج القديم المعتمد ، والتفكير في نموذج جديد يجب أن يستلهم ويعزز السياسات العمومية".
وفي ما يتعلق بعمل اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي ، أشار السيد ساعف إلى أنه عكس تعددية المجتمع المغربي ، وأعطى تصورا حول الإصلاحات التي سيتم تنفيذها في أفق 2035.
كما اعتبر أنه يجب الحفاظ على هذه التعددية لضمان القدرة التنافسية وبالتالي تملّك عدة نماذج، مذكرا بأنه تم تنفيذ العديد من الإصلاحات الكبيرة في المغرب في مختلف المجالات، ولا سيما مشروع الحماية الاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج "حديث الثلاثاء"، موعد أسبوعي يستضيف خبراء وممثلين من القطاعين العام والخاص، من مختلف المجالات لمناقشة أبرز مواضيع الساعة على الساحة الدولية والشأن المحلي.
ويقدم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، الذي تم إنشاؤه سنة 2014 في الرباط، مع أزيد من 40 باحثا مشاركا من الجنوب والشمال، منظورا من الجنوب حول الرهانات التي تواجه البلدان النامية.. ويهدف الى تيسير القرارات الاستراتيجية والسياسات العامة المتعلقة ببرامجها الرئيسية:إفريقيا والجيو-سياسية والعلاقات الدولية والاقتصاد والتنمية الاجتماعية والفلاحة والبيئة والأمن الغذائي والمواد الأولية والتمويل.