وأوضحت صحيفة (الوئام) في مقال بعنوان "لهذه الأسباب.. "البوليساريو" ترفع الراية البيضاء"، للكاتب الصحفي الموريتاني، إسماعيل الرباني، نشرته اليوم الثلاثاء، أن "النجاحات الدبلوماسية الكبيرة، المتلاحقة والمتنوعة، التي حققها المغرب، في القارة الإفريقية أولا، ثم في العديد من القارات، أقنعت العديد من دول العالم بتجسيد الاعتراف بمغربية الصحراء، من خلال فتح قنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة"، مبرزة أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي على رأس هذه الدول.
وبحسب الصحيفة، فإن "قيادة الجبهة الانفصالية، المدعومة من قبل الجزائر، أدركت أنها ترسم خططها التصعيدية على رمال متحركة في يوم عاصف"، مؤكدة أن "عوامل داخلية، وتغيرات إقليمية ودولية عديدة ومتشابكة، حولت طموحاتها إلى سراب".
وأضافت أن من بين تلك العوامل، هناك، إلى جانب النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة، "التصريحات الأممية المتكررة، والمدعومة بقرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، والتي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية حلا مقنعا وواقعيا وعمليا"، وتقارير بعثة "المينورسو" الميدانية، التي تؤكد أن المغرب مارس أعلى درجات ضبط النفس، خلال أزمة معبر الگرگرات، وتحمل "البوليساريو" مسؤولية "أي انهيار محتمل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991".
وأشارت، في هذا الاتجاه، إلى "رفض المجتمع الدولي، خاصة دول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، لأي تصعيد عسكري في المنطقة، قد يشكل بيئة مناسبة لثالوث الإرهاب والهجرة غير النظامية والمخدرات"، مبرزة أن أزمة "الگرگرات قد أوصلت الدرس واضحا ومفصلا لزعماء الانفصاليين".
كما سلطت الصحيفة الضوء على "تصاعد التذمر داخل مخيمات تندوف من الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان، والتحايل على المساعدات الدولية، والانقسامات في صفوف قيادات الجبهة الانفصالية"، مشددة على أن "الجزائر، التي تعيش ثورة شعبية لما تكتمل، وصراعا على السلطة يقترب من ذروته، وأزمة اقتصادية خانقة بفعل الفساد وجائحة (كوفيد19)، تشهد نمو تيارات تدعو لشطب دعم "البوليساريو" من قائمة الأولويات".
وخلصت إلى أنه و"أمام هذه المعطيات الإقليمية والدولية والأممية، لم يبق أمام "البوليساريو" غير رفع الراية البيضاء"، مبرزة أن إعلان جبهة "البوليساريو"، "الاستعداد لحل واقعي لإنهاء النزاع، لم يأت من فراغ، وهي التي استنفدت كافة محاولات الاستعطاف والاستعراض والاستنفار".