وذكر بلاغ ل(بيت الشعر بالمغرب) أن هذا المشروع الشعري والفني "يهدف لإعادة ربط شعرنا المغربي بالفضاء الإبداعي العام، وخاصة الموسيقي والغنائي منه، في استعادة للحظات طيبة الذكر تعانق فيها شعرنا المغربي (عبد الرفيع جواهري/ إدريس الجاي/ الخمار الكنوني/ حسن المفتي / أحمد الطيب لعلج/ علي الحداني...) بأوتار وألحان (عبد السلام عامر، عبد النبي الجيراري، حسن القدميري...).
وأشار البلاغ إلى أن الشعراء المغاربة أثروا المتن الشعري للأغنية المغربية، ومنحوها قصائد تحولت، من خلال أوتار ملحنين مقتدرين، إلى أغان تتردد على ألسنة وشفاه الناس في المناسبات والأفراح والأعراس، معتبرا أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا أن هؤلاء الشعراء كتبوا قصائدهم من داخل تجربتهم الإنسانية، وفي أفق الرؤية التي امتلكوها تجاه اللغة والمجتمع والكون وليس تحت الطلب أو إرغامات سوق الغناء.
وأوضح المصدر ذاته أنه من خلال هذا المشروع ذي الرؤية المندمجة التي تربط الشعر المغربي بأفقه الفني من أجل أن يحظى بمساحة أوسع للانتشار عبر الأغنية، يصير بمقدور الجمهور المغربي أن يتعرف على شعرائه، ليس من خلال دواوينهم الشعرية أو عبر أمسياتهم الثقافية، بل من خلال الأغنية كلحظة فنية تتجمّع وتنصهر فيها عدة أبعاد: شعرية، ولحنية موسيقية، وطربية غنائية.
وحسب البلاغ، فإن هذا المشروع تحمله الفنانة صباح زيداني "التي جعلت من الشعر المغربي أفقا لتفكيرها واشتغالها، وذلك عندما قدمت بعضا من نصوصه الجميلة للشعراء: بوجمعة العوفي وعبد الهادي السعيد، كما سبق لها أن خاضت تجربة فنية مع الشاعر المغربي عبد الله زريقة بمعية ثلة من الشعراء والموسيقيين الأجانب".
واعتبر (بيت الشعر في المغرب) أن هذا ما يجعل وجود الفنانة زيداني في هذا المشروع "تثمينا لهذه الإرادة التي تلتقي فيها برغبته في أن يكون شعرنا المغربي حاضرا في مختلف الحوامل التي تتيح له الذيوع والانتشار: مسرح، تشكيل، أغنية".
وبخصوص أغنية "هو ذا ظلي"، يضيف البلاغ، فقد تم تسجيلها بمدينة مراكش ومدينة "گينت" (Ghent) البلجيكية في ظل ظروف الحجر الصحي التي فرضتها جائحة كورونا، في إشارة لقدرة الفن، في لحظة التحرر من القلق والخوف والسعي نحو مد جسور التواصل، على قهر الحواجز الجغرافيا وما دونها من عوائق.
ولحن الأغنية التي يمكن الاستماع إليها على موقع (يوتيوب)، يوسف قاسمي جمال الذي أدى فيها أيضا العزف على آلة العود، فيما ساهم فيها كل العازفين ووترفاندنابيل وليزبيثلا مبرخت (الكمان)، وروب كيكينس (الإيقاع)، وأسامة عبد الرسول (القانون)، ومارك دي ميسينير (ساكسفون).