و يعد هذا اللقب الثاني على التوالي الذي يحرزه المنتخب الوطني المغربي في هذه المسابقة القارية بعد النسخة التي توج بها سنة 2018 في الدار البيضاء .
و سجل ثنائية الفريق الوطني كل من المدافع سفيان البوفتيتي في الدقيقة 69 من الجولة الثانية ، ليضاعف النتيجة عميد الفريق ،المهاجم الاوسط ايوب الكعبي في الدقيقة 80 من عمر المباراة .
و بالعودة الى أطوار المباراة التي ادارها الحكم الكيني بيتر واويرو ، فقد انتهت الجولة الاولى بالتعادل السلبي ( 0- 0 ) ،حيث طغى عليها طابع الحيطة و الحدر من قبل المتخبين ، مع تمركز اللعب في وسط الميدان و بالتالي قلت فرص التسجيل.
وحاول الخط الامامي للمنتخب الوطني ان يفتتح حصة التسجيل و يفك شفرة الدفاع المتراس و المتكثل للمنتخب المالي ، لكن انسلالات المهاجم الاوسط ايوب الكعبي و مناورات الهداف سفيان رحيمي لم تجديا نفعا ، سيما و ان المدافعين الماليين اعتمدوا التدخلات الخشنة للحد من تحركات اسود الاطلس .
بالمقابل اكتفى الفريق الخصم بالهجومات الخاطفة و التسديد من خارج مربع العمليات لكن محاولاتهم لم تقلق بال حارس متيقظ اسمه انس الزنيتي الذي اختير بالمناسبة احسن لاعب في اللقاء نظير تصدياته البطولية ، علاوة على أن شباكه لم تستقبل طوال هذه المنافسات سوى هدفين .
ومع انطلاق الجولة الأولى ،بدا أن المؤدى التكتيكي لرجال المدرب الوطني حسين عموتة قد تغير حيث اصبح المنتخب المغربي يهاجم بأكثر عدد من اللاعبين خاصة مع صعود الظهيرين حمزة الموساوي و عمر النمساوي لخلق التفوق العددي و خلق فرص التسجيل .
بدوره ،خرج المنتخب المالي من تقوقعه في الدفاع وناور من مختلف نواحي اللعب و هدد مرمى الحارس الزنيتي ، حيث كاد أن يفتتح حصة التسجيل في الدقيقتين 56 و 63 بواسطة المهاجم الخطير موسى كوني .
و أمام استعصاء اختراق الدفاع القوي للمنتخب المالي قصد التهديف ، اهتدت العناصر الوطنية لسلاح الضربات الحرة و الركنية ، وأفلحت في بلوغ قصدها في الدقيقة الـ69 بواسطة المدافع المتألق سفيان بوفتيني،الذي انبرى لعرضية من نقطة الزاوية سددها الاختصاصي عمر النمساوي ، بضربة رأسية بديعة أسكنها الشباك المالية ، لينير لزملائه الطريق نحو التتويج .
هدف البوفيتيني زاد من عزيمة العناصر الوطنية في مضاعفة الغلة , و تأتى لها ذلك في حدود الدقيقة 80، حيث ابتسمت الشباك أخيرا للهداف ايوب الكعبي ، الذي انقض على تمريرة بالرأس لمتوسط الميدان محمد علي بامعمر، وأسكنها بارتماءة انتحارية في شباك الخصم ليعلن بداية الافراح بمعانقة اللقب الثاني على التوالي .
أمام التوفق المغربي ، ناور هجوم المنتخب المالي من مختلف أماكن اللعب للعودة في النتيجة ، ولم يفلحوا في ذلك بل وعمدوا الى اللجوء للخشونة المتعمدة في حق اللاعبين المغاربة مما حدا بحكم اللقاء ، خلال الوقت بدل الضائع ،الى اشهار الورقة الحمراء في وجه اللاعب المالي إيساكا ساماكي ، جراء دوسه لقدم متوسط الميدان محمد علي بامعمر.
ومع قرب انتهاء اللقاء ، حافظ زملاء انس الزنيتي على انظباطهم التكتيكي بالرغم من الضغط الذي مارس لاعبو المنتخب ،ليعلن حكم اللقاء عن فوز المنتخب الوطني باللقب الذي جاء من اجله ،و ليكتب رجال حسين عموتة فصلا جديدا من فصول التفوق الكروي المغربي في السجل التاريخي لكرة القدم الافريقية .