وقال السيد العثماني ،في افتتاح اجتماع مجلس الحكومة الذي ترأسه من مدينة الداخلة بتقنية التواصل عن بعد، "إننا أمام مكاسب حقيقية ذات طابع استراتيجي" بفضل الجهود التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لصيانة الوحدة الترابية والوطنية، مؤكدا أن الحكومة مجندة باستمرار لإنجاح الجهود المبذولة.
وأبرز أن افتتاح 19 قنصلية لدول شقيقة وصديقة بمدينتي العيون والداخلة، سيغير وجه النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، منوها في ذات الوقت بجهود الدبلوماسية المغربية وعلى رأسها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ومسؤوليها وأطرها.
وأكد السيد العثماني أن الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في القضية الوطنية، وكذا الدينامية الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية التي تشهدها أقاليمها الجنوبية، تمثلان ردا عمليا قويا على دعوات التشكيك والتبخيس لجهود المغرب ومكاسبه.
وأوضح بهذا الخصوص، أن القرار التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، سرّع العديد من القرارات التي تعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة المغربية والولايات الأمريكية المتحدة، وخصوصا في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة ونقل التكنولوجيا وغيرها، في تناغم مع الدور الريادي للمغرب في المجال الاقتصادي والتعاون الدولي والتنموي على الصعيد الإفريقي.
وذكَّر رئيس الحكومة بزيارة مسؤولين أمريكيين قبل أيام للصحراء المغربية، وإطلاق مشاريع ذات طابع اجتماعي أو استثماري أو اقتصادي، والإعلان عن حُزمة مشاريع استثمارية بالأقاليم الجنوبية، وبدء الخطوات العملية لافتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة من أجل دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي تقوم بها المملكة لفائدة ساكنة المنطقة، وفي تكامل مع التنمية التي تشهدها باقي جهات المملكة، وأيضا في سياق الحضور المغربي في إفريقيا واستراتيجية جلالة الملك بدعم تنمية وازدهار الشعوب الإفريقية.
وشدد على أن الحكومة ستبقى مجندة وراء جلالة الملك، للعمل الجاد لإنجاح جهود المغرب في هذا المجال، مشيرا إلى الإعلان الذي تم إطلاقه لطلب عروض بالانتقاء المسبق بخصوص إنجاز الميناء الجديد الداخلة الأطلسي، بعد الانتهاء من الدراسات التقنية التفصيلية، باعتبار ذلك مرحلة أولى في أفق البدء العملي في إنجاز هذا المشروع، الذي سيسرع تنفيذ البرنامج التنموي بالأقاليم الجنوبية.
وأشار السيد العثماني إلى أن عددا من الوزارات، مثل وزارة التجهيز والنقل، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، ووزارة الصناعة والتجارة، ووزارة التعمير والإسكان وغيرها، تقوم بجهود مشهودة ومشكورة للمشاركة الفاعلة في الدينامية الاستثمارية الجديدة، التي ينتظر منها أن تجعل من المنطقة قطبا استثماريا وتجاريا محوريا في العلاقات المغربية الإفريقية.
كما عبّر عن يقينه بأن هذه الخطوات ستكون لها تأثيرات مهمة، ليس فقط على الوضع الاقتصادي والتنموي والاجتماعي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بل على الجهود التنموية على مستوى الوطن ككل، وكافة أقاليم وجهات المملكة، وكذا على مستوى العلاقات المغربية الإفريقية.
وتوجه رئيس الحكومة ،في ختام كلمته، بالشكر والتنويه بمختلف المتدخلين وجميع المساهمين في إنجاح هذه الاستراتيجية، من قطاعات حكومية، ومؤسسات عمومية، وسلطات إقليمية ومحلية، ومنتخبين، وأبناء الأقاليم الجنوبية، وفعاليات المجتمع المدني، والقطاع الخاص ، على تعبئتهم وانخراطهم جميعا في هذه الدينامية لمصلحة الوطن ومصلحة المواطنين.