وقالت السيدة الغالي، في حديث مع اليومية الشيلية الواسعة الانتشار "كامبيو 21"، إن "القرار الأمريكي يمثل منعطفا تاريخيا في مسار تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء، ويعد ثمرة عمل طويل يندرج في إطار دعم الولايات المتحدة المستمر للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها حلا واقعيا وجادا وذا مصداقية لقضية الصحراء المغربية"، لافتة إلى أن هذا الدعم يأتي ليسرع من وتيرة إيجاد حل لهذا المشكل الإقليمي الذي طال أمده.
وتابعت أن هذا القرار التاريخي هو تتويج لجهود الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرة إلى أن إقرار واشنطن بمغربية الصحراء يعزز السلم والتنمية بالمنطقة برمتها، ويكرس مكانة المغرب كبلد رائد على المستويين الإقليمي والإفريقي.
وأشارت الدبلوماسية المغربية إلى أن هذا القرار يكتسي أهمية كبيرة لأنه موقف القوة الأولى في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن وبلد رائد على مستوى وضع المبادئ التوجيهية الرئيسة للقانون الدولي، مسجلة أن اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على كامل أراضيها في الصحراء له أثر فوري وحجية قانونية ثابتة.
وأضافت أن هذا "الموقف البناء" يعزز أيضا دينامية تكريس مغربية الصحراء، مسلطة الضوء على الدعم الدولي الملموس للوحدة التربية للمغرب والذي يتجسد، على الخصوص، في فتح العديد من البلدان من أمريكا وإفريقيا والعالم العربي لقنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وذكرت السيدة الغالي، في هذا الصدد، بأن 85 بالمائة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة تدعم الجهود الجادة التي تبذلها المملكة لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، مؤكدة أن القرار الأمريكي هو "دعم صريح" لمغربية الصحراء ويعزز "الشراكة الاستراتيجية القوية" بين البلدين لتشمل جميع المجالات.
وتابعت أن هذه الشراكة الاستراتيجية تجمع البلدين مند عدة عقود، مشيرة إلى أن المغرب، الشريك الأساسي لواشنطن في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة، هو حليف استراتيجي للولايات المتحدة خارج الناتو والبلد الإفريقي الوحيد الذي يربطه اتفاق للتبادل الحر معها.
وفي السياق ذاته، سلطت سفيرة المغرب لدى الشيلي الضوء على الاستثمارات الضخمة والمشاريع التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب بالصحراء، والتي تجعل من الأقاليم الجنوبية قطبا حقيقيا للتنمية الاقتصادية على المستوى القاري، لافتة إلى أن التزام الولايات المتحدة بفتح قنصلية في مدينة الداخلة يندرج في إطار تعزيز هذه الدينامية.
من جهة أخرى، توقفت الدبلوماسية المغربية عند استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، وأشارت إلى أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون في العديد من المجالات كالتجارة والتكنولوجيا والطيران المدني والفلاحة والطاقة والاتصالات.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى المباحثات الهاتفية التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع رئيس وزراء دولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لافتة إلى أن جلالة الملك ذكر خلال هذه المباحثات بالأواصر المتينة والخاصة التي تربط الجالية اليهودية من أصل مغربي بالملكية المغربية.
ولفتت السيدة الغالي بأن دستور المملكة يقر بالرافد العبري كأحد مكونات الهوية المغربية، مشيرة إلى أن جلالة الملك، رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يحرص على الحفاظ على الطابع الخاص لمدينة القدس الشريف وحماية المسجد الأقصى.
وفي السياق ذاته، أشارت الدبلوماسية المغربية إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المملكة من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة.
وأضافت، في هذا الصدد، أن موقف الرباط بشأن الصراع بالمنطقة يقوم على حل الدولتين والتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين كسبيل وحيد للتوصل إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع، مسلطة الضوء على الدور التاريخي الذي لعبه المغرب ويواصل الاضطلاع به من أجل التقريب بين شعوب المنطقة وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.