ويضم الكتاب الذي يقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، مداخلات وعروضا علمية قدمها ثلة من المغاربة والأجانب، من مفكرين ولغويين ومهندسين وأطباء واقتصاديين وإعلاميين، يثبتون من خلالها، كما جاء في مقدمة الإصدار، قدرة اللغة العربية على استيعاب جميع فنون المعرفة، وأنها صالحة لتكون وعاء حاملا للعلوم والتكنولوجيا، مؤكدين أنها لم تكن فقط لغة علم، ولكنها كانت لغة اختراع وابتكار علمي بفضل غيرة العلماء عليها وانكبابهم على البحث العلمي والاختراع والتصنيف في شتى المجالات التي اعترف العلماء الغربيون بريادة العرب فيها.
وعزا تصدير الكتاب نشر مضامين الندوة العلمية بعد مرور سنوات طويلة على انعقادها، إلى راهنية موضوع اللغة العربية الذي يستأثر باهتمام المواطن المغربي خبيرا أو مربيا أو مثقفا أو رب أسرة، على اعتبار أن النقاش العام يدور بالأساس حول المكانة التي يجب أن تحتلها اللغة العربية في المنظومة الثقافية على وجه العموم بوصفها لغة رسمية للبلاد، بينما يرى تيار آخر أن المنظومة التعليمية تخلفت وتدهورت أحوالها بالنسبة لتدريس المواد العلمية.
واتخذ هذا النقاش في بعض الأحيان، كما جاء في تصدير الكتاب، توجهات غير صحية وانحرف عن جديته عندما أصبح دعاة التدريس بلغات أجنبية يتحاملون عليها بشكل غير طبيعي ما جعل الطرف الآخر يتولى الدفاع عنها وإجلاء العديد من خباياها، لافتا إلى أن هذا السجال أنتج في المقابل دراسات وأبحاثا جادة أغنت الساحة الفكرية والثفافية والتربوية، وأظهرت قدرة المغاربة على استباق الأحداث في طرح الأشكالات المعقدة والقضايا الجوهرية والإجابة عليها برصانة عقل وعمق تفكير.
وضم الكتاب بين دفتيه، على الخصوص، مداخلات وعروضا لكل من عبد الكريم غلاب وعبد العزيز بن عبد الله، وأحمد الأخضر غزال، وبلماحي الوزاني وعبد الأحد الإدريسي، وجمال الدين عبد الرزاق وإدريس خليل، وحمزة الكتاني وفتح الله ولعلو، وغيرهم.