وقال الدبلوماسي المغربي في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، "لا أحد بوسعه إنكار الوزن والدور النوعي الذي تضطلع به الجالية المغربية عبر العالم، والتي يبلغ تعدادها 5 ملايين شخص، فمساهمتها قيمة للغاية، حيث تشكل قوة للضغط تبرهن على نجاعتها في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة".
وأوضح أن "هذه الجالية تشكل مكونا أساسيا للشعب المغربي على استعداد للذود عن مصالحه ومواجهة الأعداء وأطروحاتهم المعادية للمغرب. فقد شكلت التظاهرات الأخيرة التي نظمت بعدد من البلدان الأوروبية دليلا ساطعا على هذا الاستعداد الفطري والعفوي".
وحسب القنصل العام المغربي، فإن "قوة وأهمية أفراد الجالية تتمثل في الوطنية، الالتزام والقدرة على التعبئة في إطار هيئات، تحالفات وائتلافات تعرف عنها ديناميتها وتعبئتها الدائمة".
وأشار إلى أنه "في الدبلوماسية متعددة الأشكال، لطالما كانت الجالية مكونا لدبلوماسية الأمة، أي قيمة مضافة للدبلوماسية الموازية التي أثبتت نجاعتها وتأثيرها في مختلف المحافل بشأن قضايا شتى".
وقال القنصل العام للمغرب بباريس، إن "الفاعلين الجمعويين، والقوى الحية للمجتمع المدني، وجمعيات المغاربة المقيمين بالخارج كانوا دوما في الموعد، كما يحرصون على تلبية الدعوة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية الكبرى، وكذا أثناء الاحتفال بالأحداث المفصلية المشكلة لتاريخنا"، معتبرا أن "الوقت قد حان لمنح هذه الجالية الكلمة وتزويدها بالآليات الضرورية حتى تتمكن من القيام بمبادرات وازنة ودعم بلدها الأم على نحو فعال".
وقال إن "المعركة الحالية لم تعد تدور رحاها على مستوى الحكومات المركزية أو السلطات التنفيذية للدول، لكن على مستوى المنتخبين المحليين، وجمعيات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية"، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة التوجه إلى مختلف هؤلاء الفاعلين من أجل تبديد الأعمال العدائية اتجاه المغرب، وإقناعهم وتفنيد أوهام الدعاية المعادية للمملكة. وهنا "تكمن أهمية دور مغاربة العالم الذين يعون واجب التموقع الجيد والاضطلاع بالمهمة المحورية المتمثلة في المرافعة من أجل إقناع الرأي العام ببلدان الإقامة، ودحض الأطروحات المناصرة لـ +البوليساريو+ والانفصاليين في هذه الدول".
وأضاف الدبلوماسي المغربي "لقد عاينا مؤخرا تعبئة نشطة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في فرنسا خلال تظاهرة 28 نونبر الماضي بساحة الجمهورية بباريس، وفي عدد من المدن الفرنسية الأخرى. كما نظمت تظاهرات مماثلة بكل من بلجيكا، وإسبانيا، وهولندا، والتي كان الهدف من ورائها هو دعم مغربية الصحراء والتدخل السلمي للقوات المسلحة الملكية قصد استعادة حرية الحركة بالكركرات، نقطة العبور الحيوية الرابطة بين المغرب وموريتانيا، ومن ثم بإفريقيا".
وأكد القنصل العام للمغرب بباريس أنه "إلى جانب التعبئة في الميدان، خاض مغاربة العالم معارك أخرى على جبهات مغايرة، لاسيما على شبكات التواصل الاجتماعي لكي يعبروا عن انخراطهم، وتضامنهم وفخرهم، وتحديدا من أجل مجابهة كل من يحاولون المساس بالوحدة الترابية وإدانة جميع مناورات الانفصاليين وداعميهم".
وبالعودة إلى الإعلان الأخير للولايات المتحدة الأمريكية عن الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة والتامة على صحرائه، والأصداء التي خلفها لدى الجالية المغربية المقيمة بفرنسا وفي العالم بأسره، أكد الدبلوماسي المغربي أن القرار الأمريكي كان له "صدى جد إيجابي في أوساط الجالية".
وأشار إلى أن "أفراد هذه الجالية، التي تسودها روح التضامن والنضال في سبيل القضية الوطنية، التي تجسدت مؤخرا من خلال التظاهرات الأخيرة في عدد من مدن فرنسا وأوروبا، أشادوا بقوة بهذا القرار وعبروا عن فرحتهم واعتزازهم بالإنجازات والعمل الدؤوب الذي تبذله الدبلوماسية المغربية خلف القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس".
وحسب الدبلوماسي المغربي، فمن خلال هذا القرار الأمريكي، الذي يعد "فعلا تاريخيا ذي أهمية كبرى"، فقد "تجسد بالملموس الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه"، مضيفا أن هذا القرار يعتبر انتصارا كبيرا للدبلوماسية المغربية وتتويجا لمسلسل كامل وعمل دؤوب.
وخلص القنصل العام للمغرب بباريس إلى القول إن "الدبلوماسية المغربية التي أبانت عن دينامية قوية وسجلت إنجازات مهمة خلال السنوات الأخيرة، مدعوة اليوم إلى العمل، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، من أجل تدعيم المكتسبات ومواصلة المسار والجهود قصد جني ثمار هذا الاعتراف، وضحد أطروحات الأعداء وإفشال مناوراتهم في مجميع المنتديات والمحافل".