وأوضح الكاتب اللبناني في مقال تحت عنوان " الاستمرارية المغربية" نشرته صحيفة العرب اللندنية في عددها اليوم الجمعة أنه "في منطقة يسودها الكثير من التخبط والاضطراب، تظهر في كل يوم الحاجة إلى الاستمرارية من جهة، والوضوح والصدق من جهة أخرى"، مبرزا في هذا الصدد، أن المغرب "ليس دولة عادية تسعى إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية وبيع الأوهام كما يفعل غيرها".
وأشار إلى أن هناك عددا محدودا من الزعماء العرب يمتلك صفات محددة تسمح له بأن يكون من دون عقد وأن ينظر إلى المستقبل بثقة، مضيفا أن "ما يهم محمد السادس هو العلاقة التي تربطه بكل مواطن مغربي يعرف ماذا تحقق في عقدين من الزمن على كل صعيد في ظل الاستمرارية".
وتابع "مرة أخرى وليست أخيرة، تتأكد الاستمرارية المغربية، وهي استمرارية عمرها مئات السنين (...) من بين ما تتميز به هذه الاستمرارية كون ملك المغرب أمير المؤمنين، أي الحاكم المسؤول عن كل مواطن مغربي وعن كل من هو موجود على الأرض المغربية".
لذلك، يضيف كاتب المقال، لم يكن هناك في يوم من الأيام تمييز بين مواطن وآخر منذ القرن الخامس عشر، عندما نزح المسلمون واليهود من الأندلس إلى المغرب، استمرت هذه الرعاية لليهود عندما حمى الملك محمد الخامس، جد الملك الحالي، اليهود من النازيين في ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته. لم يتغير شيء على صعيد الاستمرارية في المملكة التي تحولت إلى استثناء في منطقة شمال إفريقيا.
وأكد أن "الملك في المغرب صادق دائما مع نفسه ومع شعبه. فعندما استقبل في القصر الملكي في الرباط، قبل أيام، الوفد الأميركي – الإسرائيلي كان لافتا الوضوح في البيان الصادر عن الديوان الملكي المغربي".
وأضاف أنه ليس لدى المغرب ما يخجل منه، بل هو من يعطي شهادات في الوطنية وفي الصدق والوضوح والاستمرارية السياسية منذ قرون طويلة، مشددا على أنه "في حال كان هناك من يحتاج إلى التعرف إلى عراقة المغرب، فهو يستطيع زيارة جامعة القرويين في مدينة فاس والعودة إلى تاريخها الممتد منذ منتصف القرن التاسع الميلادي".
وسجل أنه في سنة صعبة مثل سنة 2020، لم تمنع الأحداث المغرب من التطلع إلى المستقبل بدءا بتكريس مغربية الصحراء والانتهاء من هذه القضية المفتعلة التي ليست سوى قضية ابتزاز جزائري له، مستمر منذ ما قبل العام 1975، تاريخ استعادته للصحراء من المستعمر الإسباني.
وأضاف انه في سنة 2020 كانت معظم الخطب التي ألقاها الملك محمد السادس مكرسة لكيفية مواجهة وباء كورونا وحماية المواطنين المغاربة منه، لافتا الى أن المغرب استطاع مواجهة كل الصعوبات التي حفلت بها السنة.
وأكثر من ذلك، يقول الكاتب خير الله ، "لم يترك المغرب فرصة اهتمام الإدارة الأميركية بالاستجابة لما يطمح إليه تمر، فحصل على اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء من دون التخلي عن أي مبدأ من المبادئ التي يؤمن بها. في مقدم هذه المبادئ العلاقة الخاصة القائمة بين المملكة وأبناء الطائفة اليهودية وإيمان المغرب بعدالة القضية الفلسطينية وحل الدولتين من جهة أخرى.
وخلص الكاتب إلى القول بأن العودة إلى التاريخ تبدو ضرورة بين حين وآخر، أقله من أجل فهم ما يدور حاليا، بما في ذلك سر الاستمرارية المغربية.