وهنأ سالم بن محمد المالك، في تصريح للصحافة بمناسبة إعطاء الانطلاقة لأشغال تهيئة متحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا، المغرب على إنشاء هذا المتحف المخصص للرفع من وعي الجمهور بهذه الثقافة اللامادية التي يحملها فنانو هذا المكان الأسطوري.
وفي هذا السياق، أشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن إحداث هذا المتحف يأتي في اطار تنفيذ اتفاقية التعاون الموقعة في أكتوبر الماضي بين الإيسيسكو والمؤسسة الوطنية للمتاحف، مبرزا أن هذه البنية الثقافية تجسيد للرؤية الجديدة للمنظمة المتمثلة في زيادة الاهتمام بالحفاظ على التراث في مختلف الدول الأعضاء.
وأبرز أنه، وفي إطار هذه الاتفاقية، ارتبطت المنظمة بتنظيم معرض "دولاكروا: العودة إلى المغرب"، الذي يستعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لتنظيمه في أبريل المقبل، مضيفا أنه من بين مجالات التعاون بين الإيسيسكو والمؤسسة الوطنية للمتاحف تنظيم منتدى دولي للاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي (18 نونبر 2021)، وهو حدث مخصص لعرض الصورة الحقيقية للفن الإسلامي.
وفي تصريح مماثل، أشار رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، إلى أن المتحف سيعرض روح ساحة جامع الفنا ويعكس الجانب التاريخي والوضع الحالي للساحة الأسطورية.
وقال إن "هذا الهيكل المتحفي، الذي سيقام في مبنى بنك المغرب السابق في ساحة جامع الفنا، سيكون فضاء حيا ومنفتحا على محيطه"، مؤكدا أن المتحف سيعرض أيضا الأعمال الفنية التي جعلت الساحة مشهورة، بفضل المبادرة التي بدأها محمد المليحي وفريد بلكاهية وغيرهما.
ووفقا للمؤسسة الوطنية للمتاحف، فإن إنشاء متحف التراث اللامادي في ساحة جامع الفنا، التي أعلن عنها تراثا شفويا ولاماديا من قبل اليونسكو سنة 2001، سيمنح حياة جديدة لمدينة مراكش ويعزز مكان اختيارها، فضلا عن تأثيرها على المستوى الدولي.
كما أن إحداث هذا المتحف سيعزز من جاذبية المدينة الحمراء ويساعد على استقطاب المزيد من الزوار لاكتشاف الأصول الفنية والثقافية للمدينة.
ويهدف هذا المشروع، الذي حضر حفل انطلاق أشغال تهيئته، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ووالي جهة مراكش -آسفي، كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجماعي لمراكش، محمد العربي بلقايد ، ورئيس المجلس الجهوي أحمد أخشيشين، إلى الرفع من مستوى الوعي العام حول هذه الثقافة غير الملموسة التي يحملها الفنانون المحليون (الحكواتيون، والشعراء، والموسيقيون، والممثلون، والراقصون، والبهلوانيون) ، وتحويل الرأس المال الثقافي إلى رأس مال اقتصادي وسياحي والحفاظ على التراث وتعزيزه والتجديد في الممارسات المحلية.