والكتاب من تأليف الأستاذ الباحث سابقا بالكلية، محمد ابزيكا، الذي انتقل قبل سنوات إلى دار البقاء . وأشرف على مراجعة محتويات الكتاب وإعداده للنشر الدكتور محمد ناجي بن عمر، أستاذ التعليم العالي بذات الكلية.
وكتب الأستاذ البشير التهالي في تقديمه لهذا الإصدار الجديد قائلا:" لقد كان بحث الأستاذ محمد ابزيكا رحمه الله مثيرا للإنتباه في إبانه، كونه يتناول بالعرض والتحليل نظرية شعرية جديدة، اقترنت بأحد كبار أعلام الثقافة والفكر والأدب في العالم العربي، وهو محمد علي سعيد، المعروف بأدونيس، ملأ الدنيا وشغل الناس بكتابته الشعرية المختلفة، وبمواقفه الفكرية المواجهة ليقينيات الثقافة العربية من مراحل تأسيسها الأولى، إلى النصف الأول من القرن الماضي".
وأضاف " وقد تنبه الأستاذ محمد ابزيكا بذكائه النقدي إلى أهمية مشروع أدونيس وخطورته، لا باعتباره تجديدا في الكتابة الشعرية وطرائقها فحسب، لكن بوصفه مسائلة خاصة واستثنائية لأسس الثقافة العربية، تقود في النهاية إلى وضع شروط جديدة للنهضة الحضارية التي ما زال سؤالها مفتوحا منذ أن طرح لأول مرة".
ولاحظ الأستاذ تهالي أن " فهم هذه المسألة اقتضى من الأستاذ ابزيكا إعادة بناء مشروع أدونيس على هيئة نظرية متكاملة ذات منطلقات فكرية وفلسفية، ومضامين معرفية معززة بمفاهيم مشاكلة لبرنامجها النقدي القائم في عمقه على ثنائية الهدم والبناء".
يذكر أن الأستاذ ابزيكا اعتمد في تناوله للمكونات النظرية الشعرية عند أدونيس ما عبر عنه هذا الأخير من آراء في كتبه ومقالاته النقدية والفكرية، وحواراته المنشورة، وكذا ما ورد في خطابه النقدي "الصامت" المبثوث في كتاباته الشعرية الجديدة.