وأوضح السعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا القرار، الذي جاء معززا بإصدار مرسوم رئاسي، يتمتع بقوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثر فوري، يعد برهانا قاطعا، للعالم وكل مكونات المنتظم الدولي، يعضد المواقف المشروعة للمغرب، ومبادراته لحل هذا النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، خاصة مقترحه للحكم الذاتي.
وأضاف أن من شأن قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على كافة الصحراء المغربية، أن يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين، ويرتقي بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات.
وقال إن هذا الموقف الأمريكي يأتي في سياق تعزيز دينامية ترسيخ مغربية الصحراء، التي أكدتها المواقف الداعمة والثابتة لمجموعة من الدول في مختلف بقاع العالم، وكذا قرارات العديد من الدول الإفريقية والعربية بفتح قنصليتها بالأقاليم الجنوبية.
كما أنه يعزز دعم دولة أمريكا الواضح للمغرب، على غرار باقي دول العالم، للتدخل الحاسم والناجع الذي قامت به القوات المسلحة الملكية بمنطقة الكركرات، حفظا للأمن والاستقرار بهذا الجزء من التراب المغربي، وضمانا لحرية تنقل الأشخاص والبضائع مع الدول الإفريقية الشقيقة.
وأشار إلى أن هذا الموقف التاريخي يندرج في إطار الدينامية القوية والناجعة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والتي تعرف تفاعلا دوليا مستمرا قوامه الدعم المطلق لمغربية الصحراء، معتبرا أنه انتصار مشهود لنجاعة وحكمة الديبلوماسية المغربية المتبصرة التي انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية، إلى مرحلة فرض واقع جديد، انطلاقا من اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع المفتعل.
وأكد أن فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة يترجم التفاهم التام الذي يجمع المغرب بأمريكا كبلدين صديقين وحليفين، في ظل التعاون والتنسيق المستمر، والتزامهما بـشراكة اقتصادية وثيقة، من خلال تطوير وسائل مبتكرة للاستفادة بشكل أكبر من اتفاقية التبادل الحر التي توحد البلدين.
وتابع المتحدث ذاته، أن هذه الخطوة تفتح إمكانيات جديدة وآفاق واسعة لجذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية للأقاليم الجنوبية بالمملكة، وتعزيز التعاون التجاري في المجالات الواعدة، وتوطيد أسس شراكة استراتيجية قوامها التنمية والسلم والأمن على المستويين الإقليمي والقاري.
وذكر أنه منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، أطلق جلالة الملك مشاريع متعددة بالأقاليم الجنوبية، برهنت بالملموس للمنتظم الدولي على أن الصحراء المغربية تتوفر على جميع المؤهلات الضرورية لتكون قطبا للتنمية، وبوابة نحو القارة السمراء جنوبا والقارة الأوروبية شمالا.
وحسب هذا الباحث الأكاديمي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فإن المغرب يحصد اليوم ثمرة جهوده الدبلوماسية الناجعة التي مكنت من كسب المزيد من الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، والتي وضع هندستها جلالة الملك، وجعل عنوانها البناء والنماء بالأقاليم الجنوبية.
واستطرد أن المغرب بات يتمتع، بفضل حكمة وحنكة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بموقع ريادي ومحوري في خريطة التوافقات والمصالحات الدولية على الصعيدين العربي و القاري، فضلا عن دوره الفعال في تعزيز التعايش الديني والحوار بين الأديان.