ويعد هذا المعرض، الذي يعد الثاني لهذا الفنان التشكيلي خلال 2020، امتدادا وصدى للمعرض الذي أقامه الهاشمي الإدريسي في فبراير الماضي بالمكتبة الوطنية بالرباط تحت عنوان "دلالات كونية".
ويقدم هذا الفنان ضمن " صدى.. دلالات كونية" حوالي عشرين لوحة بتقنية مختلطة، اعتمد فيها مختلف أنواع المواد والتركيبات، بما في ذلك التعليق المغناطيسي، الأمر الذي أفضى إلى إبداع تراكيب أصلية من النقش البارز، في أسلوب يقوم على الانطباع البصري والعمق، ويولد ملمحا ثلاثي الأبعاد في جميع لوحاته.
فهو يقدم عملا تطغى عليه اللمسة الانطباعية الخفيفة، والمنتعشة، والمضببة على هيئة أجواء فلكية، ويعتمل فيه تحول يستثيره البحث المضني على مستوى الأشكال والألوان، ليهدي للزائر تجربة تشكيلية تنضح بمشاعر بصرية قوية.
وبخصوص معرضه الجديد، أوضح عز الدين الهاشمي الإدريسي، في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فضاءه البصري يجمع بين موضوعات عن فضاء المجرات الواسع والكون الكبير الامتناهي، ما يمنح المتلقي حقلا شاسعا يكتشف من خلاله عالما مفتوحا من الألوان والأشكال.
وأضاف أن "الموضوعات التي تعنيني، وتخاطبني، كلها هنا، خاصة الكون، والفضاء اللامحدود، والكواكب، والأجواء الفلكية المضببة والسديمية، ما يخلق حقلا واسعا ودون حدود من الألوان والأشكال".
وبالنسبة إليه، فإن "هذه الاختيارات تتناغم وانشغالاتي الشخصية والروحية والميتافيزيقية والفلسفية، وأيضا وتساؤلاتي حول ضغر الإنسان أمام العظمة الإلهية".
وبشأن الظرفية الاستثنائية الحالية المرتبطة بانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، أبرز هذا الفنان التشكيلي أنه من الضروري التفاوض جيدا مع هذه الجائحة لاقتناص لحظات من المتعة الثقافية، وطبعا، في احترام تام للتدابير الصحية المنصوص عليها من قبل السلطات المختصة.
وفي تعليقه على المعرض، يستحضر الناقد الفني محمد أمسكان الوجود الدائم لـ "دائرة الألف نغمة ونغمة"، متسائلا "هل يتعلق الأمر بالقمر أم بالشمس أم بأحد أجرام الفلك الامحدود؟ إنه يتحرك كما يحلو له على سطح اللوحات، مثل مجرة درب التبانة، لا أدري إلى اتجاه يرنو إليه! يجد العمل طريقه وارتقاءه. ويظل مسكونا بنفس روحي وصوفي".
فيما ذهب الناقد الفني عبد الرحمن بن حمزة إلى أن "الكون المرسوم" بريشة عز الدين الهاشمي الإدريسي "ينبض بالحياة مع نفثات غنائية ذات صبغة طبيعية ينظمها توازن خفي بين النغمات (...) "، مضيفا أن هذا الفنان التشكيلي "يقودنا إلى تأمل فريد للعالم وللنفس، وكذلك نحو المجهول، في لحظة خالدة من الهروب الفلكي".