ويرتقب أن تناقش وتصادق هذه الدورة الاستثنائية على الاطلاق الرسمي لبداية المبادلات التجارية في منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، في فاتح يناير 2021.
ويؤشر الاطلاق الرسمي لمنطقة التبادل الحر القارية الافريقية الذي تم تأجيله إلى فاتح يناير 2021 بعد أن كان متوقعا في يوليوز 2020، بسبب جائحة كوفيد-19، على مرحلة هامة في تقدم الإندماج الاقتصادي الافريقي.
وتشكل منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، التي تمثل حسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لافريقيا سوقا تضم 1,2 مليار مستهلك حاليا وقرابة 2,5 مليار مستهلك محتمل سنة 2050، فضاء تجاريا من ضمن الأكثر أهمية في العالم.
وعمل المغرب الذي وقع في 21 مارس 2018 بكيغالي على اتفاقية إحداث منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، دون كلل، لإنجاح تكريس الحافز المتمثل في علامة "صنع في افريقيا"، تجسيدا للالتزام الافريقي للمملكة في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل " إقلاع إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها، وإفريقيا مؤثرة في محفل الأمم".
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة قد أكد على هامش القمة الاستثنائية الـ12 للاتحاد الافريقي في يوليوز 2019 بنيامي، أن "تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية يتوافق تماما مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا مندمجة ومزدهرة."
وقال السيد بوريطة الذي مثل جلالة الملك في هذه القمة الاستثنائية، المخصصة حصرا لإطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، إنه "وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن إحداث منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، يمثل، بعيدا عن كونه غاية في حد ذاته، بداية تصميم جماعي أوسع نطاقا، وهو تعبير عن نموذج جديد للتنمية في إفريقيا، ذلك النموذج الشامل والتضامني والفعال في خدمة المواطن الإفريقي".
وشدد الوزير على أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية لا يمكن أن تنجح دون الاعتماد، بشكل واثق، على قاعدة المجموعات الاقتصادية الإقليمية، التي ستوفر لها منافذ وديناميات تفاعل جديدة.
وفي هذا الإطار أكد المغرب على الأهمية الحاسمة للاندماج الاقليمي على مستوى المجموعات الاقتصادية الاقليمية كمرحلة لا محيد عنها في نجاح الاندماج القاري الذي تطمح له منطقة التبادل الحر القارية الافريقية.
وكان السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي ، الذي كان يتحدث خلال اجتماع لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، التحضيري للقمة الاستثنائية الـ13 للاتحاد الافريقي حول منطقة التبادل الحر القارية الافريقي، قد استعرض رؤية المغرب في هذا الصدد مؤكدا أن "الالتزام المتواصل للمغرب من أجل جميع المشاريع الهامة ضمن أجندتنا الإفريقية وخاصة منطقة التبادل الحر القارية الافريقية، نابع من قناعته بضرورة إنجازها خدمة للمواطن الإفريقي ".
وأبرز الدبلوماسي المغربي أن انجاز مسلسل الاندماج القاري المنشود من خلال منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية يرتكز على عدد من الشروط المسبقة وخاصة، الضرورة الملحة لتحقيق الاندماج الإقليمي على مستوى المجموعات الاقتصادية الإقليمية القائمة.
وأكد الأمين العام لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، ويمكيل ميني، أن مسلسل احداث منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية يرتكز بالأساس على التقدم المحرز على مستوى المجموعات الاقتصادية الإقليمية، مشيرا إلى أن الاتفاق المتعلق بإحداث المنطقة القارية ينص بلغة واضحة على أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية ستستفيد من الانجازات المحققة على مستوى المجموعات الاقتصادية الإقليمية.
وعشية انعقاد هذه القمة الاستثنائية، جدد المغرب تشبثه والتزامه بالمساهمة في إحراز تقدم الأشغال لتجسيد منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، باعتبارها ركيزة الاندماج الاقتصادي الإفريقي، وبالتالي رافعة قوية للتنمية بالقارة.
وأبرز الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، محسن الجزولي، بمناسبة الدورة الاستثنائية الـ21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي التي انعقدت يوم الأربعاء تحضيرا للقمة الاستثنائية ليوم غد السبت، أن "المملكة المغربية تجدد التأكيد على تشبثها والتزامها بالمساهمة في إحراز تقدم في الأشغال لتجسيد منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، باعتبارها ركيزة الاندماج الاقتصادي الإفريقي، وبالتالي رافعة قوية للتنمية بالقارة".
وذكر السيد الجزولي بالمناسبة، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان قد أكد خلال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية التي انعقدت سنة 2018، أن المغرب يؤمن بضرورة إرساء تنمية مشتركة قائمة على أساس التعاون البيني الإفريقي والتكامل الاقتصادي، وعلى قاعدة التضامن الفاعل وتوحيد الوسائل والجهود.