وتأتي هذه الموجة الجديدة من العدوى على أبواب فصل الشتاء، وهي الفترة التي يتوقع خبراء الصحة أن تعود فيها الجائحة بكل قوة، خصوصا مع عطل نهاية السنة التي اعتاد خلالها الأمريكيون السفر والالتقاء مع العائلة والأصدقاء. ويثير هذا الوضع المحتمل مخاوف من أن موسم العطل سيصب الزيت على النار ويزيد من تفاقم الوباء.
وتشكل عطلة عيد الشكر، التي سيحتفل بها الأمريكيون غدا الخميس، مصدر قلق بالنسبة للسلطات الصحية الأمريكية. فهذا الاحتفال يعد من أكثر الاحتفالات شعبية في الولايات المتحدة، حيث يميل الأمريكيون إلى السفر والتجمع مع العائلة.
وفي خطوة غير معتادة، عقد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ندوة صحفية الأسبوع الماضي، لتحذير الأمريكيين من السفر والاحتفال بعيد الشكر مع أي شخص من خارج دائرة أسرته المقربة.
وفي ظل إدراكه أن العديد من الأشخاص ما زالوا يخططون للسفر وقضاء العطلة مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم الكبيرة، أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الأمريكيين الذين يخططون لذلك بأن يجتمعوا في الهواء الطلق على اعتبار أنه يساعد على تشتيت الفيروس قبل استنشاقه.
وفي نيويورك، التي كانت بؤرة الوباء خلال فصل الربيع وحيث تتزايد حالات الإصابات مرة أخرى، قرر العمدة بيل دي بلاسيو إغلاق المدارس العمومية إلى ما بعد عطلة عيد الشكر، محذرا من إمكانية اتخاذ تدابير تقييدية أخرى قريبا.
من جهته، عبر حاكم ولاية نيويورك عن قلق متزايد جراء ارتفاع نسبة العدوى بالفيروس ببعض مناطق المدينة، ولاسيما بـ(ستاتن آيلند) وبالجزء الشمالي لمانهاتن، محذرا من أن بعض الأحياء قد تتحول، نتيجة لذلك، إلى مناطق "صفراء" أو "برتقالية" تستوجب إغلاق بعض المتاجر والأنشطة أو فرض قيود عليها، وخاصة المطاعم والقاعات الرياضية ودور العبادة.
وهكذا، تم بكافة أرجاء الولايات المتحدة، ولاسيما بالولايات الواقعة بالغرب والوسط الغربي للبلاد، فرض تدابير مماثلة في محاولة لكبح انتشار الفيروس.
كما وجد العديد من المحافظين الجمهوريين، الذين كانوا يعارضون إجراءات الإغلاق سابقا، أنفسهم مضطرين لإقرارها وفرض إلزامية ارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن العامة.
وفي خضم الموجة الجديدة لتزايد حالات العدوى، يلوح شعاع أمل في الأفق مع إعلان مجموعة من المختبرات عن نتائج واعدة للقاحات المضادة لفيروس كورونا، التي طورتها. وتعتزم الولايات المتحدة، تبعا لذلك، إطلاق حملة للتلقيح اعتبارا من منتصف دجنبر المقبل.
وفي غضون ذلك، قال منصف السلاوي، المستشار العلمي لعملية "سرعة البرق" التي أطلقها البيت الأبيض، إن "خطتنا تقضي بالتمكن من إرسال اللقاحات إلى مواقع التلقيح في غضون 24 ساعة من موعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية عليها".
ووضع المختبر الأمريكي فايزر (Pfizer) وشريكه بيونتيك (BioNTech)، بالفعل، أمام إدارة الغذاء والدواء الأمريكية طلبا للترخيص على لقاحهما المرشح. وقال الدكتور السلاوي إنه من المتوقع أن تجتمع لجنة استشارية حول لقاحات إدارة الغذاء والدواء في 10 دجنبر المقبل، وهذا يعني أنه من الممكن " استعمال اللقاح في اليوم الموالي"، في حالة الموافقة عليه.