وبصمت الشابة المغربية-البلجيكية على ولوج لافت إلى عالم الأدب مع هذه الرواية الأولى التي مكنتها، مؤخرا، من الظفر بجائزة برابون والون للجمهور الشاب من مؤسسة "لور نوبلز". وتروم هذه المؤسسة، التي تمول نشر وترويج القصص القصيرة والروايات المؤلفة من طرف كتاب شباب ناطقين بالفرنسية في بلجيكا، تشجيع الكتابة والقراءة في أوساط الشباب.
وخلال لقاء نظم بمقر السفارة، هنأ السيد عامر إيناس لمعلم على نشر روايتها الأولى في سن مبكرة وعلى نيلها جائزة مؤسسة "لور نوبلز"، مشيرا إلى أن هذا التتويج هو مدعاة للفخر وشرف للجالية المغربية التي تساهم في إشعاع المغرب وبلجيكا على حد سواء.
وقال السفير في حق الكاتبة الشابة "أنتي دليل ملموس على هذا الإشعاع"، مؤكدا أنها تمثل مصدر إلهام للشباب البلجيكيين من أصل مغربي الذين يحتاجون إلى مثل نماذج النجاح هذه، ليؤمنوا بفرصهم في تحقيق "النجاحات" مهما كانت الصعوبات التي يواجهونها.
وأضاف أن "هذا النموذج الذي تمثلينه مهم لجميع الشباب وسيساعدهم على اكتساب الثقة في أنفسهم والثقة في أن بوسعهم تحقيق إنجازات عندما نكون مسلحين بالإرادة والمثابرة".
إيناس لمعلم، التي نجحت في الولوج بقوة إلى عالم الكتابة، وقعت من خلال "سانتانا" على أول رواية جريئة ومباشرة تتناول موضوع العنف لدى المراهقين.
وقالت إيناس لمعلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها "قصة طفل أصيب بصدمة نفسية خلال طفولته، وعندما كبر، أصبح عنيفا مع محيطه بأكمله"، مؤكدة أنها أرادت أن تظهر من خلال روايتها "الواقع الحقيقي للشباب".
وأضافت "في كثير من الأحيان يتم تخفيف محتوى كتب الشباب، بحيث لا تمثل واقعهم اليوم. لهذا أردت التحدث عن ذلك ولأنني أيضا أنتمي لشباب اليوم".
فهي تريد أن تبعث للشباب البلجيكي-المغربي، رسالة ملؤها الأمل حتى يتمكنوا من النجاح والسير قدما في الحياة. وهكذا، قالت "لا يعني كوننا من أصل أجنبي أنه ليست لدينا طموحات، مشاريع ومواهب. علينا فقط أن نؤمن بها وننفذها".
وبدأت هذه الشابة الشغوفة بالقراءة منذ طفولتها، والتي رأت النور في بروكسيل، في تغذية الرغبة في ابتكار القصص والشخصيات بنفسها.
وبعد هذا العمل الأول الذي نال التتويج، ليست لديها نية التوقف عند هذا الحد. ففضلا عن طموحها في أن تصبح أستاذة للغة فرنسية، تعتزم إيناس لمعلم الاستمرار في ترك سحر الكلمات يمضي بها قدما وتصبح كاتبة غزيرة الإنتاج.
ولم تخف والدة إيناس شعورها بالفخر، والتي طالما دعمتها في تحقيق حلمها بأن تصبح كاتبة، حيث عززت شغف ابنتها بالتأليف والكتب من خلال اصطحابها كل يوم أربعاء بعد المدرسة إلى مكتبة الحي وتشجيعها دائما على الإيمان بحظوظها.
وقامت إيناس لمعلم، المزدادة سنة 2003 في بروكسيل، بنشر روايتها الأولى "سانتانا" لدى دار النشر "كير". وهي عضو بـ "بوست"، البرنامج التربوي المحدث من قبل مؤسسة الملك بودوان (بلجيكا)، الذي يهدف إلى بلوغ تكافؤ الفرص بالنسبة للشباب المنحدرين من أوساط معوزة.