وتوقف أستاذ العلوم السياسية بجامعة رواندا عند شرعية القرار المغربي ، وكذا عند النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية في قضية الصحراء المغربية .كما توقف هذا المستشار لدى هيئات إقليمية ودولية ، أيضا ، عند آثار عرقلة الحركة بالمعبر التجاري بالكركرات الرابط بين المركزين الحدوديين بين المغرب وموريتانيا ، وانتهاكات " البوليساريو " لمقتضيات القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة .
بعد أن أبان عن قدر كبير من ضبط النفس ، قرر المغرب التدخل لتحرير وتأمين المنطقة العازلة بالكركرات الرابطة بين المغرب وموريتانيا التي أغلقتها ميلشيات "البوليساريو " منذ 21 أكتوبر المنصرم على الرغم من نداءات الأمم المتحدة . ما هي قراءتكم لهذا القرار وآخر التطورات بمنطقة الكركرات ؟
قرار المغرب بالتدخل لوضع حد " للأعمال المزعزعة للاستقرار " و" الاستفزازات الخطيرة " لمليشيات (البوليساريو) المدعومة من طرف صانعتها الجزائر في المنطقة العازلة الكركرات بالصحراء المغربية يعد قرارا شرعيا ، ولكن أيضا ضروريا لإعادة حركة التنقل عبر هذا المعبر الرابط بين المغرب وموريتانيا .
لا يمكن لأي دولة ذات سيادة أن تسمح بحدوث أعمال اللصوصية وزعزعة الاستقرار بالقرب من حدودها . ويتعين القول أن المملكة المغربية أبانت عن هدوء وأكبر قدر من ضبط النفس قبل اتخاذ القرار الحاسم بإرجاع "البوليساريو" إلى مكانها ، ولا يمكن انتقاد هذا القرار السيادي .
أرى أن المغرب استطاع وبهدوء وذكاء تدبير هذه الأزمة الاستفزازية المفتعلة بهدف إثارة الانتباه والتمرد على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
من خلال تجربتكم كمستشار في العلاقات الدولية ، لماذا " البوليساريو " اختارت اللجوء لمثل هذه الاستفزازات ؟
من الواضح أن إقدام "البوليساريو " المدعومة من صانعتها الجزائر ، على إغلاق المعبر التجاري الدولي الكركرات ، جاء نتيجة عدم استساغتها النجاحات الدبلوماسية الحاسمة التي حققها المغرب في ملف الصحراء المغربية والتي جسدتها القرارات الأخيرة لمنظمة الأمم المتحدة وافتتاح العديد من التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة .
ما حدث بالمنطقة العازلة الكركرات يعد خرقا سافرا لمقتضيات القانون الدولي وتوجيهات الأمين العام للأمم المتحدة ، كما أن الإغلاق غير المبرر و المتهور ، لهذه المنطقة ولهذا المعبر أضر بالمبادلات التجارية ليس فقط بين المغرب والبلدان الإفريقية ولكن أيضا بين أوروبا وإفريقيا .
ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟
يلاحظ أن السلوكات الأخيرة ل"البوليساريو " جاءت عقب القرار 2548 لمجلس الأمن الدولي الذي أكد على أن مقترح الحكم الذاتي يعد المبادرة الوحيدة الجادة وذات المصداقية لإيجاد حل سياسي ويقطع مع أطروحات متجاوزة يروج لها الانفصاليون.
من وجهة نظركم ، ما هي التداعيات التي يمكن أن تنجم عن هذه الأعمال الإجرامية والخروقات المتهورة كما أشرتم ؟
انفصاليو "البوليساريو " والجزائر أضحى ينظر إليهما من قبل المنتظمين الدولي والإفريقي ، كتهديد حقيقي للاستقرار بالمنطقة ولطموحات وتطلعات الشعوب الإفريقية إلى تحقيق التنمية والاندماج .
وفي الجانب الآخر ، استطاع المغرب أن يحظى بدعم الأمم المتحدة والمنتظم الدولي والغالبية العظمى من البلدان الإفريقية قبل التدخل بحزم لوضع حد لهذه الخروقات السافرة التي تهدد التجارة العابرة للحدود وكذا الاستقرار والأمن بالمنطقة برمتها .