ووقع هذه الاتفاقية كل من وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، ومدير مكتب الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب، ميهوب مزواغي.
وتروم هذه الاتفاقية التي ستمكن المؤسسة الوطنية للمتاحف من تعزيز مكانتها كمفترق طرق للمعارف الإفريقية في مجال الحفاظ على التراث والهندسة الثقافية، تنفيذ برنامج لبناء القدرات وتبادل الخبرات في إطار التعاون بين البلدان الإفريقية، مع تعبئة خبراء من فرنسا ومن بلدان غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، بهدف تبادل الخبرات والممارسات الفضلى وإنشاء شبكة من الخبراء الأفارقة في مجال المهن المتعلقة بالمتاحف والتراث.
وفي كلمة له خلال حفل التوقيع على هذه الاتفاقية، أكد السيد قطبي إرادة جلالة الملك محمد السادس جعل الثقافة أولوية وطنية، باعتبارها وسيلة لتعزيز اللحمة الوطنية ومرآة لهويتها وأصالتها.
وأبرز السيد قطبي ثراء التاريخ الثقافي للمملكة بروافده المتعددة، والذي يشكل "جسرا حقيقيا بين إفريقيا وأوروبا"، مؤكدا أن المؤسسة الوطنية للمتاحف تحظى على الصعيد الدولي بسمعة ومكانة تعززان العلاقة الوثيقة والأخوية التي تجمعها بمؤسسات دولية وفرنسية نسجت معها أواصر تعاون بناء، من بينها متحف اللوفر ومتحف أورساي ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية ومركز بومبيدو ومعهد العالم العربي بباريس.
وفي هذا الصدد، ذكر السيد قطبي بأن المؤسسة استضافت أسماء لامعة في مجال الفن التشكيلي بالمغرب، مما أتاح للمغاربة اكتشاف فنانين مشهورين مثل رينوار وماني وبيكاسو وغويا، بالإضافة إلى فنانين أفارقة مشهورين بصموا، من خلال أعمالهم، العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية.
واعتبر أنه في ظل سيادة عدم اليقين والضغائن وعدم التفاهم عبر العالم، يجب أن تحتل الثقافة مكانة أكبر للإسهام في تبديد سوء التفاهم، وأن "من الواجب علينا أن نتحد ونثبت إنسانيتنا من خلال التقاسم والحوار والتبادل".