وكتب حسن أبو أيوب في مقدمة هذا المؤلف أن هذا العمل المحكم الصياغة الذي يعد "فسيفساء حقيقية"، والذي أسهم فيه مجموعة من المؤرخين والمهنيين من عالم الإعلام والتصوير الفني، يتيح سفرا عبر الزمان والمكان.
وقال أبو أيوب، وهو من مواليد المنطقة، إن هذا الكتاب حافل بالحقائق التاريخية والجغرافية والجيولوجية والاقتصادية والثقافية"، وفي هذا العمل، "سينتقل القارئ، عبر الصفحات والصور، من سرد يأخذ نبرة شعر أناكريون إلى نبرة تكريم ملحمي، دون الإسراف في إطراء رجال صنعوا وما زالوا يصنعون ثراء منطقة متشعبة".
وتطرق مؤلفو هذا الكتاب، الذين استعرضوا أولا تاريخ منطقة سوس، إلى جغرافية المنطقة، باعتبارها زاوية قراءة أساسية لوقائع مدينة سوس وتاريخها على وجه الخصوص، قبل الخوض في الجوانب المتعلقة بالتنمية الاقتصادية، في سياق مقاربة الجهوية المتقدمة.
وأضاف أبو أيوب أن جهة سوس يراد لها أن تكون نموذجا للجهوية الفعلية بالنسبة لباقي جهات المملكة، تضطلع بدور أساسي في تنزيل السياسة الإفريقية للمملكة، التي رسمها جلالة الملك.
وأكد أبو أيوب أن هذا العمل جسد صورة سوس بصيغة الجمع ذات التلاقحات المتعددة، حيث تختلف مستويات الرخاء الاقتصادي والاكتفاء الذاتي الغذائي ووفرة المياه بشكل كبير من مكان إلى آخر، مضيفا أن هذا الأمر يفسر على وجه الخصوص، داخل المجموعات البشرية التي تشكل سوس، الاتجاه للتمييز بين سوسيي الجبل (لبودرارين) وأولئك الذين استوطنوا السهل.
وأبرز الكتاب أيضا الدور الرئيسي الذي تضطلع به المرأة السوسية والمكانة المحورية التي تحتلها في صيانة التراث الثقافي والطبيعي.
ويضم هذا المؤلف الذي يقع في 197 صفحة ستة فصول، أرفقت جميعها بصور جميلة لمختلف المؤهلات التي تزخر بها منطقة سوس، وهي "من المحيط إلى الصحراء"، "وسوس القديمة"، و"الأركيولوجيا والتراث" و"الصناعة النقليدية والتقاليد" و"أرض خصبة" و"جهة ذات حركية".