وأبرز السيد بوريطة ، في كلمة بمناسبة التوقيع عبر تقنية الفيديو على الاتفاق الثنائي بشأن تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية ، أنه "من خلال منح مراكزنا القنصلية ، بشكل متبادل ، امتيازات وحصانات أكثر من تلك المتضمنة في اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات القنصلية ، نكون قد برهنا بشكل ملموس على المستوى الرفيع من الثقة بين بلدينا".
ويهدف الاتفاق ، الذي وقعه ديفيد فيشر سفير الولايات المتحدة بالرباط والسيد أنس خالص السفير ، مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج خلال مراسم ترأسها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ،السيد ناصر بوريطة ، وكاتب الدولة الأمريكي مايك بومبيو ، إلى ضمان السير الفعال للتمثيليات الدبلوماسية للجانبين .
وبعد أن استعرض "التاريخ الغني للعلاقات الثنائية" الفريد من نوعه والقديم قدم الولايات المتحدة نفسها ، شدد السيد بوريطة على أن هذا الاتفاق سيمكن من دعم ، بشكل أفضل ، "العمل المهم الذي يقوم به موظفونا القنصليون في خدمة مواطنينا في الخارج ".
وقال إن "هذا الاتفاق سيواكب أيضا تعاوننا المتنامي في هذا المجال" ، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق كذلك بتجسيد رغبة الجانبين في "تحديث" القانون الدبلوماسي الدولي.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية ، أشار السيد بوريطة إلى أن الرباط وواشنطن "كانتا على الدوام سويا في الجانب الصائب من التاريخ ، سواء خلال الأحداث الكبرى التي ميزت القرن العشرين أو من خلال دعم القيم النبيلة للسلام والتعايش ".
وأضاف الوزير "تواصل أمتينا ، اليوم أكثر من أي وقت مضى ، العمل بشكل وثيق لرفع مختلف تحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك لشعوبنا"، مشيرا في هذا الصدد إلى مساهمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في توطيد العلاقات الثنائية.
وسجل أن "جلالة الملك محمد السادس اختار تشريف معاهدة الصداقة والسلام المبرمة منذ قرنين ونصف ، من خلال رفعها إلى مستوى غير مسبوق: مستوى تحالف حقيقي قائم على المصالح والقيم المشتركة والالتزام الراسخ " ، مشيرا إلى عمق العلاقات المغربية الأمريكية التي يعود تاريخها إلى 1777.
وبحسب السيد بوريطة ، فإن المغرب والولايات المتحدة نجحا ، على مر السنين ، في إرساء آليات فعالة وأدوات مبتكرة للتعاون في جميع القطاعات.
واستشهد السيد بوريطة باتفاقة التبادل الحر ، وبالميثاقين المتتاليين لمؤسسة تحدي الألفية وبالحوار الاستراتيجي الأمريكي المغربي ، الذي يسمح إطاره بإجراء مشاورات منتظمة رفيعة المستوى حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
كما أشاد الوزير بالتعاون في مجالي الدفاع والأمن ، والذي يعتبر ، برأيه "دليلا ساطعا على التميز" ، كما يشهد على مكانة المغرب كحليف رئيسي ،من خارج حلف الناتو ، للولايات المتحدة ، وكذا بالتعاون المثمر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بالعالم.
وأضاف السيد بوريطة "إن تاريخنا استحضار دائم للطابع الاستثنائي لعلاقاتنا الدبلوماسية . اليوم نؤكد ، أن التزامنا في التحالف المغربي الأمريكي دينامي وواعد أكثر من أي وقت مضى"، مبرزا أنه من الضروري الاستفادة من "المؤهلات غير المستغلة".
وخلص السيد بوريطة الى أنه "بينما نتوجه نحو المستقبل ، نرى أن المؤهلات التي لا زالت غير مستغلة ، ستسمح لتعاوننا بأن يتعزز ويصبح أكثر تنوعا ،على اعتبار أن نجاحه المستقبلي مضمون بالالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بالحفاظ على إرث أسلافه وبالرقي بشراكتنا الإستراتيجية إلى مستويات أعلى".