وأوضح ضريف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة،أن خطاب جلالته قدم مفهوما جديدا لثورة الملك والشعب، مبرزا أنه إن كانت هذه الأخيرة ترمز إلى تلاحم العرش و الشعب من أجل تحرير الوطن، فإن مفهومها في سياق جائحة كوفيد 19 يرمز إلى التلاحم بين الدولة والمواطنين من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن، سواء تعلق الأمر بمقدراته البشرية أو الاقتصادية.
وأشار إلى أنه انطلاقا من هذا المفهوم الجديد، جاء الخطاب الملكي السامي لمكاشفة الشعب المغربي بحقيقة الوضعية الوبائية في البلاد، بعيدا عن المواقف المشككة في وجود الوباء، مؤكدا أن الوضع لا يحتمل أي مجازفة، وأنه من الممكن العودة إلى الحجر الصحي الشامل، بما يترتب عنه من آثار اقتصادية و اجتماعية و نفسية قاسية، في الوقت الذي تبقى فيه الدولة غير قادرة على تقديم الدعم إلى ما لا نهاية.
ومن جانب آخر، لفت الباحث الجامعي إلى أن الخطاب الملكي هو، أيضا، خطاب لتحديد المسؤوليات، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يستهترون ولا يعبؤون بالتدابير والإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها السلطات العمومية منذ شهر مارس الماضي، مع ما يعنيه ذلك من انعدام لروح الوطنية، وانسلاخ عن قيم التضامن والمواطنة الحقة.