وأكد رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا ليوندر نزوي، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام للمنظمة الافريقية، جان بيير إلونغ مباسي، أن السلطات المحلية تقف في الخطوط الأمامية من أجل التصدي للنزاعات ومعالجة الأوضاع التي تعقب النزاعات، وهنا تكمن أهمية إشراك الجماعات الترابية.
وذكر بلاغ للمنظمة الإفريقية أن السيد نزوي اعتبر أن قرار رؤساء الدول والحكومات المنضوية تحت لواء الاتحاد الافريقي الاحتفال باليوم الإفريقي للامركزية والتنمية المحلية، في 10 غشت من كل سنة يبرز الرغبة في جعل اللامركزية نموذجا للحداثة والحكامة العمومية في الدول الافريقية، مشيرا إلى أن أحد الشروط "الأساسية" لإطلاق دينامية التنمية المستدامة في إفريقيا يتجلى في ضرورة الحد من النزاعات في القارة.
من جانبه، أوضح السيد محمد بودرا، رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في العالم أن هذا اليوم يعد فرصة لطرح "حصيلة" اللاتمركز، معربا عن "التضامن مع الجماعات المحلية للنيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تعرضت لهجمات إرهابية في الآونة الأخيرة".
وبعد تأكيده على أهمية إنجاز جدول أعمال 2030 للأمم المتحدة وجدول أعمال 2063 للاتحاد الافريقي، شدد السيد بودرا على أن الجماعات الترابية تضطلع بدورها على أساس يومي بغية حلحلة مختلف أنواع النزاعات، من خلال تقديم الخدمات اللازمة للشعوب وبتطبيق سياسة القرب، لاسيما مكافحة العنصرية، وكراهية الأجانب والاقصاء الاجتماعي ضد المهاجرين.
بدوره، أشار رئيس جمعية جهات المغرب، السيد محند العنصر، أن الجماعات الترابية هي أول من يعاني من النزاعات، موضحا أن "التخلف الإنمائي، والفقر، والأمية، والتهميش هي العوامل التي تفضي إلى النزاعات".
وفي هذا الصدد، لفت إلى أنه بخصوص " مسيري الجماعات الترابية، فدرونا مهم للغاية في كافة المجالات"، مؤكدا أنه كان بالامكان القضاء على 80 في المائة من أسباب النزاع لو تم تحقيق التنمية.
وسلط سعد بنمبارك رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، من جانبه، الضوء على ضرورة الاهتمام بوضعية الأطفال في القارة.
وقال " لن نستطيع إحلال السلم في ظل وجود 30 مليون طفل في الشوارع الإفريقية"، متابعا أن "هؤلاء الأطفال تستقطبهم أحيانا بالمجموعات المسلحة".
وفي هذا الصدد، أشاد السيد بنمبارك بحملة مدن إفريقية بدون أطفال في الشوارع، التي ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم حفل إعطاء انطلاقتها الرسمية خلال قمة (أفريسيتي) بمراكش في نونبر 2018.
وتضمن برنامج هذه الندوة الافتراضية تقريرا تمهيديا يتعلق بتعزيز "الحل البناء للنزاعات والخلافات في إفريقيا" وحلقتي نقاش ، تناولت الأولى "مشاركة السلطات المحلية في نظام الإنذار المبكر بشأن النزاعات التي أنشأها الاتحاد الأوروبي"، بينما خصصت الثانية " للدور والمشاركة الفعالة للسلطات المحلية والإقليمية في إدارة حالات ما بعد النزاع والعودة إلى السلام الدائم ".
كما اتسمت الندوة بالتوقيع، عن بعد، على مذكرة تفاهم بين منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا والمركز الإفريقي للحل الفعال للنزاعات، بهدف إشراك السلطات المحلية في منع النزاعات و الحفاظ على السلام في إفريقيا.
وشهدت الندوة الافتراضية مشاركة حوالي 140 شخصا يمثلون أكثر من 50 دولة في إفريقيا وخارجها.