وقال المعزوز في مقال بصحيفة (الرؤية) الإماراتية اليوم الأربعاء ان جلالة الملك قدم خطابا تضمن "تشخيصا ومبادرات للخروج من أزمة مغرب ما بعد كوفيد-19، المهم في هذا الخطاب ليس الجرأة أثناء التشخيص، وإنّما في قيمة الحس الاستباقي لما ستترتب عنه نتائج الوباء الاقتصادية والاجتماعية، وفي اقتراح حلول للحد من الآثار السلبية".
واضاف ان الخطاب بعد أن وضّح عملية صرف ميزانية الصندوق الخاص لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذا الوباء "تحريا للشفافية، انتقل إلى تقديم بدائل لمعالجة انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية برؤية مستقبلية شاملة تنص على إطلاق خطة للإنعاش الاقتصادي، تُمكّن القطاعات الإنتاجية من استعادة عافيتها وتأهيلها، لتوفير مناصب الشغل والحفاظ على مصادر الدخل".
واشار الباحث المغربي الى انه تم في هذا الإطار الإعلان عن ضخ حوالي 120 مليار درهم في الاقتصاد الوطني المغربي، أي ما يعادل 11 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وهذه النسبة ستجعل المغرب من بين "الدول الأكثر إقداماً في سياسة إنعاش الاقتصاد بعد هذه الأزمة".
وتحصينا لهذا التوجّه، سجل السيد المعزوز أنه تم ايضا الإعلان عن إحداث صندوق للاستثمار الاستراتيجي وظيفته دعم الأنشطة الإنتاجية ومواكبة تمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى بين القطاع العام والخاص، مضيفا انه "وبالإلحاح على الطابع الاستعجالي لمعالجة الاختلالات الهيكلية للمؤسّسات والمقاولات العمومية"، دعا الخطاب إلى إحداث وكالة وطنية مهمتها التدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة، ومواكبة أداء المؤسسات العمومية.
واعتبر أن "العبرة هنا، أن ملك المغرب بادر إلى التواصل مع المجتمع لضخ نفس متجدد في التعاقد الاجتماعي، الذي يجمعهما عن طريق تقديم مبادرات استباقية تحكمها رؤية واضحة، وتتخلّلها دعوة صريحة إلى تعبئة وطنية شاملة".
وخلص الاكاديمي المغربي الى أن أهمية الخطاب الملكي تكمن في "أنه تواصلي وإشراكي يروم بلورة إرادة مشتركة" لمواجهة هذا الوباء .