وتحت وطأة فيروس "كورونا" المستجد الذي يواصل الانتشار في جميع أنحاء العالم ويلقي بثقله على التوازنات الهشة للأنظمة الصحية بالعديد من مناطق القارة ، كانت إفريقيا في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى مبادرات تضامنية ملموسة تجاه الساكنة المهددة وهو ما كان المغرب سباقا إليه.
فبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس تم اطلاق عملية انسانية كبرى لفائدة العديد من البلدان الإفريقية الشقيقة لمواكبتها في جهودها الرامية إلى مكافحة فيروس "كورونا" المستجد.
وشملت هذه المبادرة الملكية الهامة والتي تعكس الأهمية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز التعاون الإفريقي في مجال مكافحة والوقاية من فيروس "كورونا" ، إرسال عبر جسور جوية كميات مهمة من التجهيزات ومنتجات الوقاية والأدوية .
وتضمنت المساعدات ، التي تندرج في إطار التضامن الفاعل للمملكة تجاه البلدان الإفريقية الشقيقة والسنغال التي تربطها بالخصوص مع المغرب علاقات عريقة ومتميزة ، بالأساس كميات مهمة من الأقنعة الواقية وكمامات وسترات طبية وأغطية الرأس ومطهرات كحولية إلى جانب كميات من أدوية الكلوروكين، والأزيتروميسين.
واستفادت من هذه المبادرة الإنسانية العديد من بلدان القارة الإفريقية ، لتجسد من جديد الالتزام الإفريقي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وحرص جلالته على مواكبة البلدان الشقيقة والصديقة في جهودها لتحقيق التقدم والرخاء .
ولمواجهة "كوفيد 19 "الذي يهدد بتقويض جهود تنمية قارة تواجه العديد من التحديات ، كانت إفريقيا في حاجة لمثل هذه الالتفاتة الإنسانية ولزعيم إفريقي حريص كل الحرص على رفاهية الأفارقة إنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يأخذ زمام المبادرة كعادة جلالته دوما.
ومكن هذا العمل التضامني ، المندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة، في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة ، من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة.
وتجسدا لمبدأ ربط القول بالعمل ، أثبت صاحب الجلالة الملك محمد السادس من جديد ، أن السياسة الإفريقية للمملكة تعد خيارا استراتيجيا وتسعى من أجل شراكة جنوب - جنوب وتعاون تضامني والتوجه نحو المستقبل بهدف جعل وتنمية ورفاهية العنصر البشري في صلب الاهتمام.
وأجمعت كل ردود الفعل المشيدة بهذه المبادرة المغربية الهامة ، على التأكيد على طابعها الإنساني وعلى ما تحمله من بعد تضامني .
واعتبر وزير الصحة والعمل الاجتماعي بالسنغال ، عبدو اللاي ضيوف سار ، أن هذه المبادرة تعد تعبيرا " عن تضامن كبير وصداقة نموذجية " ، وتعكس في الحقيقة ، بحسبه ، أن التعاون جنوب - جنوب في مجال التضامن فضلا عن المجالين الاقتصادي والاجتماعي ، يعد قاعدة ذهبية يتعين على البلدان الإفريقية إرساؤها فيما بينها.
كما تعد مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بحسب مدير "معهد تمبكتو - المركز الإفريقي لدراسات السلام" بكاري سامبي ، ذات أهمية خاصة وهي التفاتة ذات حمولة رمزية في سياق خاص وغير مسبوق.
وقال سامبي ، وهو أستاذ باحث بجامعة غاستون بيرغر بسانت لوي بالسنغال ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن "التفاتة جلالة الملك ذات حمولة رمزية في سياق خاص و غير مسبوق ، حيث تواجه القارة الإفريقية أزمة لم تستثن حتى شركاءها الدوليين " ، مسجلا أن هذه الدينامية تجسد عمق التاريخ المشترك والمصير الإفريقي المتبادل.
ولمواجهة جائحة كوفيد 19 فإن الاستجابة يتعين أن تكون شمولية ولها أثر على تنمية الساكنة وتقدم أعمال تضامنية حقيقية وملموسة.
وقد عمل المغرب على استغلال هذا المعطى الملح على نحو جيد وتفعيله من خلال قيامه بتقديم هذه المساعدات الطبية الهامة للعديد من البلدان الإفريقية لتعكس وبجلاء الالتزام الفعلي للمملكة من أجل مواكبة زخم تطور القارة .