وعلى غرار باقي الفضاءات الثقافية في المغرب، اضطرت المتاحف إلى إغلاق أبوابها ومواصلة أنشطتها عن بعد، متبنية بذلك قراءة فنية جديدة ومهيئة الظروف للرفع المستقبلي للحجر الصحي على نحو يتناسب مع الوضع الجديد. وشكل الاستمرار في إثراء أنفسهم فنيا مع احترام الحجر الصحي التحدي الرئيسي الذي واجهته المتاحف في المغرب وحول العالم.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، أن المؤسسة حرصت خلال فترة الحجر الصحي على "نقل الثقافة والأمل إلى بيوت المغاربة".
وأوضح السيد قطبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة الوطنية للمتاحف أطلقت مبادرات ثقافية من قبيل "المتحف في المنزل"، التي تقترح معاينة المعارض والتظاهرات الكبرى المنظمة بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بشكل افتراضي محض من المنازل، إضافة إلى مبادرة "السينما في المنزل" التي نظمت بشراكة مع المركز السينمائي المغربي الذي أتاح الفرصة لإعادة مشاهدة أعمال كلاسيكية كبرى في السينما المغربية.
من جهة أخرى، أكد رئيس المؤسسة أنه يتم التحضير لعودة الأمور إلى طبيعتها من خلال تنظيم معارض جديدة مرتقبة مع مطلع فصل الصيف بمجرد اعتماد الحكومة قرار إعادة فتح المتاحف.
وبحسب السيد قطبي، يتم التحضير كذلك لما يمكن وصفه ب"رفع ثقافي للحجر الصحي" سيكون مغربيا محضا ويستعيد سنوات من الإبداعات الفنية المغربية، في احترام لقواعد التباعد الجسدي والتدابير الحاجزية، وذلك لتمكين المغاربة من عودة مطمئنة وآمنة في مجموع المتاحف التي توجد تحت وصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف.
وبخصوص العودة الثقافية، تعتزم المؤسسة الوطنية للمتاحف إبراز تيارين ميزا المشهد الفني المغربي: الحداثي والمعاصر.
وأوضح رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف أنه سيتم تسليط الضوء على العديد من المدارس التي ستستعيد مسارات الفنانين الذين بصموا على هذين التيارين في المغرب، ولاسيما ميلود لبيض وفاطمة حسن وفريد بلكاهية ومحمد المليحي ومحمد شبعة، مسجلا أن أغلب هذه المجموعات الفنية تأتي من وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وأكاديمية المملكة المغربية.
وبموازاة مع ذلك، سيقام معرض تكريما للفنان الجيلالي الغرباوي في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وأكد أن الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد غيرت مقاربة الجمهور تجاه الفن، حيث مكنت من بروز شكل جديد للثقافة أكثر ولوجا من خلال جهاز إلكتروني يضطلع بدور الوساطة.
واعتبر مهدي قطبي أن هذه التجربة الصحية شجعت على الإبداع المتواصل لتكون في متناول أي شخص وفي أي مكان، مؤكدا أن الفنانين من مختلف أنحاء العالم أدخلوا البهجة في الحياة اليومية لملايين الأشخاص، سواء من خلال الأدب أو السينما أو الموسيقى أو الزيارات الافتراضية للمعارض.