وأبرز سامبي ، وهو أستاذ باحث بجامعة غاستون بيرغر بسانت لوي بالسنغال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "التفاتة جلالة الملك ذات حمولة رمزية في سياق خاص و غير مسبوق، حيث تواجه القارة الإفريقية أزمة لم تستثني حتى شركاءها الدوليين".
وأضاف السيد سامبي أن المساعدات المغربية الموجهة إلى البلدان الإفريقية، تندرج في سياق تنفيذ المبادرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في أبريل الماضي، والتي شدد جلالته من خلالها على الحاجة الملحة لتعزيز تعاون جنوب-جنوب" للتصدي لتفشي جائحة كورونا، مسجلا أن هذه الدينامية تجسد عمق التاريخ المشترك والمصير الإفريقي المتبادل.
وأشار إلى أن هذه المبادرة الانسانية والتي هي نتاج قيادة قارية تؤمن بالخيار الإفريقي رافدا أساسيا في نهج الدبلوماسية المغربية، تؤكد بالإضافة إلى ذلك ، على أن الأقطاب الصاعدة يمكن أن تفرض نفسها في زمن الأزمات.
وبخصوص أبعاد هذه المبادرة الملكية والوسائل التي تمت تعبئتها لتفعيلها، أبرز مدير معهد "تمبكتو - المركز الإفريقي لدراسات السلام"، أن إطلاق هذه العملية التضامنية الهامة والتي تشمل 15 بلدا، "دليل على دينامية إفريقية حقيقية تستمد وازعها من الإبداع والابتكار المحلي بحكم أن كل المعدات التي منحتها المملكة للبلدان الإفريقية هي من تصميم وصنع مغربي خالص".
وسجل أن هذا العملية التضامنية البين- إفريقية والتي تستهدف الشركاء التقليديين للمغرب، وتشمل ايضا بلدانا أخرى بالقارة، تدل على أن التوجه الإفريقي للدبلوماسية المغربية، ليس مقاربة نظرية فحسب، ولكنه ايضا يندرج ضمن سياسة براغماتية موجهة تمضي قدما نحو الواقع.
وكان جلالة الملك قد أعطى تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى عدة بلدان إفريقية شقيقة لمواكبة جهودها في مواجهة جائحة كوفيد-19.
وسيستفيد من هذه المساعدات 15 بلدا إفريقيا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إسواتيني، غينيا، غينيا بيساو، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا.