وتجسد هذه المساعدات الالتزام الإفريقي القوي والتضامن الفعال للمملكة تجاه البلدان الإفريقية الشقيقة في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب – جنوب والمبادرات النبيلة لجلالته بما يعود بالنفع على المواطن الإفريقي.
وجرى حفل استلام هذه المساعدات بحضور مستشار رئيس الجمهورية في التعليم والبحث العلمي مسار حسين مسار ووزير الصحة محمود يوسف خيال وسفير المملكة بنجامينا عبد اللطيف الروجا.
كما حضر هذا الحفل رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية محمد خاطر عيسى وممثلين عن الطريقة التيجانية، وعن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فرع تشاد، والجمعية العامة التشادية، والأئمة التشاديين المتدربين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وجمعية الخريجين التشاديين وأصدقاء المغرب في تشاد.
وقال سفير المغرب، بالمناسبة، إنه من خلال هذه الهبة الطبية، يأبى صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلا أن يجعل من التضامن القائم بين المملكة المغربية وجمهورية تشاد واقعا ملموسا، ينبني على مقاربة يمتد مفعولها ليتجاوز تداعيات هذه الجائحة.
وأضاف أنها مبادرة تعكس أيضا عمق علاقات الأخوة والصداقة المتميزة التي تربط صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس ادريس ديبي إتنو.
ولفت الدبلوماسي المغربي إلى أنه في ظل هذه الظرفية الصعبة التي ينتشر فيها وباء كوفيد 19، بتداعياته السلبية على العالم بأسره، يجب أن يسمو واجب التضامن على كل الاعتبارات بين الشعوب والأمم في هذه المرحلة الدقيقة.
وأكد سفير المغرب أنه في إطار هذه الروح، تندرج الهبة الطبية المقدمة من طرف المملكة المغربية، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لجمهورية تشاد لمواكبة هذا البلد الشقيق في جهوده لمواجهة انتشار جائحة كوفيد 19.
وتابع أن هذه المساعدات الطبية تعد بادرة ذات دلالة عميقة تتوخى تقوية العلاقات العريقة القائمة بين الشعبين المغربي والتشادي وتمتين روابط التعاون والتضامن التي تربط على الدوام بين البلدين الشقيقين، مبرزا أن هذا العمل التضامني يندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة، نصره الله، في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا واقعيا يستهدف وضع إطار عملي لمواكبة جهود الدول الإفريقية الشقيقة في مختلف مراحل تدبير الجائحة، من خلال تقاسم التجارب والممارسات الفضلى.
وأبرز الدبلوماسي المغربي أن هذه الهبة الطبية، المكونة من كميات هامة من الأدوية والمعدات الطبية والتجهيزات الوقائية المصنعة بالمغرب من طرف مقاولات مغربية طبقا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية، تؤكد مرة أخرى القدرة على إيجاد حلول إفريقية للتحديات التي تعرفها القارة الإفريقية.
وأضاف أن هذه البادرة تعد أيضا لحظة قوية للتأكيد على أن التعاون جنوب - جنوب، الذي يرعاه جلالة الملك محمد السادس لصالح القارة الإفريقية، ينبني على مقاربة عملية وتضامنية. وهي كذلك، يؤكد الدبلوماسي المغربي، تعبير واقعي عن التعبئة المستمرة والالتزام الدائم للمملكة المغربية تجاه البلدان الإفريقية وشعوبها الشقيقة.
وجدد السفير التأكيد، بهذه المناسبة، على الاستعداد الدائم للمغرب والمقاولات المغربية لتقاسم الخبرة والتجربة التي راكمتها في هذا المجال الإنتاجي مع تشاد ومع المقاولات التشادية.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد أعطى تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى عدة دول إفريقية شقيقة.
وتهدف هذه المساعدات إلى تقديم معدات طبية وقائية من أجل مواكبة الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لمحاربة جائحة كوفيد – 19.
وتتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.
وسيستفيد من هذه المساعدات 15 بلدا إفريقيا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إسواتيني، غينيا، غينيا بيساو، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا.