وأضافت فودران، وهي عضو بمعهد الدراسات الأمنية ببريتوريا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، أن المبادرة الملكية هاته سيكون لها وقع كبير وستعطي دفعة جديدة للتضامن الذي تحتاجه إفريقيا في هذا الظرف العصيب المتسم بتفشي فيروس "كورونا" المستجد.
وأشارت إلى أنها المرة الأولى التي تتخذ فيها دولة إفريقية مثل هذه المبادرة على المستوى القاري، مشددة على أن المبادرة الملكية "تعزز دور المغرب في سبيل إعلاء قيم التضامن في إفريقيا".
وسجلت فودران أن الأمر يتعلق أيضا برسالة تفيد بأن البلدان الإفريقية المتقدمة بإمكانها مساعدة إفريقيا في جهودها من أجل الاعتماد على الذات.
وقالت إن المغرب ظل على الدوام في طليعة الدول السباقة للدفاع والنهوض بمصالح إفريقيا ، مشددة على أن مستوى التنمية الذي بلغته المملكة، يتيح لها الإضطلاع بدور ريادي على المستوى القاري.
وتابعت الخبيرة الجنوب إفريقية أن المبادرة الملكية تندرج أيضا في إطار السياسة القارية للمغرب، التي يحتل فيها البعد الإنساني مكانة متميزة ، مشيرة إلى أن المغرب حريص على إيلاء العنصر البشري أهمية مركزية في أي جهد تنموي سواء على المستوى الوطني أو القاري.
وأضافت أن المبادرة المغربية الجديدة تمثل نموذجا يحتذى لإطلاق مبادرات مماثلة، وخاصة في سياق مواجهة "كوفيد 19".
وبحسب فودران، فإنه آن الآوان بالنسبة للبلدان الإفريقية، لكي تركز على تطوير قطاع حيوي من قبيل القطاع الصحي، مبرزة أنه يتوجب على بلدان مثل المغرب، الذي راكم خبرة كبيرة وتجربة متميزة، أن توحد جهودها لتحقيق هذا الهدف.
وأشارت إلى أن "المغرب يضطلع بموقع مهم يتيح له المساهمة في هذا الجهد"، مؤكدة على الطابع "الشامل" للمبادرة الملكية التي تهم 15 بلدا افريقيا، من ضمنهم بلدان تقع في المنطقة الناطقة باللغة الإنجليزية، وهو ما يؤكد "الطابع الإفريقي" لهذه الالتفاتة المغربية.
من جهة أخرى، أكدت الخبيرة في القضايا القارية أن وباء "كوفيد 19" أحدث تغييرات في المنظومة الصحية على المستوى العالمي، مضيفة أن المبادرة المغربية "جاءت لإبراز المسار الذي يتعين اتباعه لتعزيز تضامن إفريقي واعد".
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية إلى عدة بلدان إفريقية شقيقة.
وتهدف هذه المساعدات إلى تقديم معدات طبية وقائية من أجل مواكبة البلدان الإفريقية الشقيقة في جهودها لمحاربة جائحة كوفيد- 19.
وتتكون من حوالي ثمانية ملايين كمامة، و900 ألف من الأقنعة الواقية، و600 ألف غطاء للرأس، و60 ألف سترة طبية، و30 ألف لتر من المطهرات الكحولية، وكذا 75 ألف علبة من الكلوروكين، و15 ألف علبة من الأزيتروميسين.
وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، سيستفيد من هذه المساعدات 15 بلدا إفريقيا ينتمون إلى جميع جهات القارة، وهي بوركينا فاسو، الكاميرون، جزر القمر، الكونغو، إسواتيني، غينيا، غينيا بيساو، ملاوي، موريتانيا، النيجر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السنغال، تنزانيا، تشاد وزامبيا.
ويندرج هذا العمل التضامني في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها جلالة الملك في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة.
وتمكن هذه المبادرة من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة.