وتحيي العديد من الدول فعاليات هذا اليوم منذ عام 1992 وذلك في أعقاب مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية والبيئة الذي عقد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في العام ذاته.
ويتوخى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 8 يونيو اعتبارا من عام 2009 للاحتفال رسميا بـ"اليوم العالمي للمحيطات"، زيادة الوعي بشأن الفوائد التي تقدمها المحيطات للبشرية والتحسيس بالتحديات التي تلقي بكاهلها على المحيطات حاليا للحفاظ على نظافتها ومستواها الإنتاجي.
وبهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، "أحث الحكومات وجميع أصحاب المصلحة على الالتزام بحفظ المحيطات واستدامتها من خلال الابتكار والعلم"، في دعوة منه لكافة مكونات المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات من أجل الحفاظ على صحة وسلامة المحيطات.
ويشكل تخليد اليوم العالمي للمحيطات مناسبة لاستحضار الجهود التي يبذلها المغرب لسنوات عديدة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية ومكافحة التغير المناخي.
ويمتد اهتمام المملكة بالمحيطات إلى عقود خلت، إذ نظمت في شهر نونبر 2016، في إطار مؤتمر (كوب 22) بمراكش تظاهرة مخصصة للمحيطات (يوم المحيطات) ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء ، رئيسة مؤسسة محمد السادس للبيئة، حيث أكدت سموها دعم المغرب لجميع المبادرات المرتبطة بالمحيطات التي أعلن عنها.
واعتمد المغرب سياسة استباقية في هذا المجال تمثلت، أساسا، في المبادرات التي تهم حماية الساحل، وتدبير النفايات السائلة والصلبة، إلى جانب مبادرات لحماية وصيانة التنوع البيولوجي، واعتماد استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة للانتقال إلى اقتصاد أخضر، إضافة إلى حظر تسويق الأكياس البلاستيكية.
وأطلق المغرب، الذي يطل على واجهتين بحريتين (متوسطية وأطلسية)، أيضا، مجموعة من البرامج على مستوى مراقبة جودة المياه، والوقاية من التلوث الأرضي الذي يزحف نحو الشواطئ المتوسطية، ومحاربة التلوث البحري المرتبط بالحوادث.
كما انخرط المغرب في عدة مبادرات دولية تهم المحيطات، وكان وراء إطلاق البعض منها خلال انعقاد مؤتمر (كوب 22 )، كمبادرة "الحزام الأزرق".
وفي ظل الأزمة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يحتفل المجتمع الدولي هذه السنة باليوم العالمي للمحيطات، عن طريق الأنترنت، بتعاون مع شبكة "أوسيانيك غلوبال"، حيث سيعمل المشاركون في هذه الفعالية الافتراضية على تقديم مقترحات وابتكارات جديدة من أجل تطوير التقنيات الكفيلة بالحفاظ على سلامة المحيطات واستدامتها.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الدولية، حسب موقع الأمم المتحدة، استعراض الابتكارات الحديثة في عدة مجالات، من قبيل التكنولوجيا والبنيات التحتية للنظم وتدبير الموارد والمنتجات الاستهلاكية والتمويل والاستكشاف العلمي، وذلك من خلال إبراز كيفية التعامل مع هذه الابتكارات ودراسة الموارد اللازمة لتطبيقها على أرض الواقع وتحويلها إلى حلول طويلة الأمد.
ويتزامن موضوع الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات لهذه السنة، مع الفترة التي تسبق عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات لأجل التنمية المستدامة الذي يستمر من 2021 إلى 2030، بهدف تعزيز التعاون الدولي بما يخدم تطوير البحث العلمي والتقنيات المبتكرة التي يمكن أن تربط علوم المحيطات باحتياجات المجتمع.
يشار إلى أن الحفاظ على المحيطات يندرج في إطار الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يدعو إلى حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال منع التلوث البحري بجميع أنواعه بحلول عام 2025، وإدارة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية على نحو مستدام وحمايتها بحلول عام 2020.
وتجدر الإشارة إلى أن المحيطات تشكل أكبر مصدر للبروتين في العالم، حيث يعتمد أكثر من 3 مليار فرد على المحيطات كمصدر أساسي للبروتين، كما يعتمدون على التنوع البيولوجي البحري والساحلي في حياتهم اليومية. إضافة إلى أن المحيطات تمتص تقريبا 30 في المائة من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه البشر، ما يمنع تأثيرات الاحترار العالمي.