وأوضح السيد الفاسي الفهري أن جائحة "كوفيد -19" أبرزت مدى أهمية التكتلات الإقليمية ،وسلطت الضوء على مواطن قوة انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو)، على مستوى متعدد الأبعاد ، مبرزا أن انضمام المملكة الى هذه المجموعة من شأنه أن يكون إيجابيا من حيث السيادة الصناعية لغرب أفريقيا واستقلالية سلاسل التوريد والإنتاج الصناعي.
كما دعا إلى المزيد من الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECA) ، مشيرا إلى أن المغرب ، مع توفره على منظومة صناعية ناضجة ومبتكرة ، يضطلع بدور لا يمكن إنكاره في هذا المجال، ومعتبرا ،في الوقت ذاته ، أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية قادرة على السماح بخلق سلاسل قيمة أفريقية -أفريقية وتطوير صناعة قارية.
واستطرد السيد الفاسي الفهري قائلا "أظهرت القارة الأفريقية حاليا ، بالرغم من الأزمة ، شكلا من أشكال المرونة من حيث الابتكار والتصنيع" ، مضيفا أن أفريقيا تمتلك عددا من المؤهلات و خصائص المرونة حيث تعيش العولمة حاليا على ايقاع الابتكار .
ومن هذا المنطلق ، أكد السيد الفاسي الفهري أن المغرب يستفيد في واقع الامر من عدد من اتفاقيات التبادل الحر مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا ، مسجلا أنه يمكن مراجعة هذه الاتفاقات بشكل يسمح بالحفاظ على نمو النسيج الصناعي الوطني والقاري.
واعتبر في هذا الصدد أن المغرب ، من خلال منظومته الصناعية المبتكرة وموقعه الجغرافي الاستراتيجي ، يمكنه أن يعمل على تقريب الصين من أوروبا من خلال جذب الاستثمارات الصناعية الصينية.
من جانبه ، قال رئيس جمعية المصدرين المغاربة (ASMEX) ، السيد حسن السنتيسي الإدريسي ، إن هذه الندوة عبر الإنترنت ، المنظمة بشكل مشترك بين الجمعية ومعهد أماديوس ، حددت لنفسها كهدف رئيسي دعم ومواكبة المقاولات للحد من الاضرار الناجمة عن هذه الأزمة.
وذكر أن هذه الندوة ، التي تعد الأولى ضمن سلسلة جديدة من اللقاءات ، تهدف إلى تحويل الأزمة الناجمة عن هذه الجائحة العالمية إلى محفز للتنمية ، وفرصة للتصدير نحو الخارج ،وأداة للتمكين الاقتصادي على الصعيد الوطني.