وأبرز السيد بن شماش، خلال لقاء أجراه عبر تقنية التواصل عن بعد مع رئيسات ورؤساء الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية والكاراييب، المبادرة المولوية السامية التي اقترحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرامية إلى إرساء إطار عملي يهدف إلى مواكبة البلدان الإفريقية في المراحل المختلفة لمواجهة وباء كورونا، من خلال السماح بتبادل الخبرات والممارسات الفضلى لمعالجة الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الوباء.
وحسب بلاغ لمجلس المستشارين فقد أكد السيد بن شماش، في هذا الصدد، على أهمية تنسيق الجهود وتبادل التجارب والخبرات بين بلدان المنطقتين الافريقية والأمريكو لاتينية ودول الجنوب عموما، في التعاطي مع مختلف التحديات المرتبطة بجائحة كورونا، مؤكدا على " ضرورة طرح مبادرات وبرامج نوعية تعيد تعريف الدولة الوطنية وتعزيز دورها في دعم الصحة والتعليم ومختلف القطاعات الاجتماعية وجهود الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة وتصحيح الاختلالات المتصلة بمنظومة العدالة الاجتماعية والمجالية ".
كما قدم السيد بن شماش المؤشرات والمستجدات الأخيرة لتطور انتشار فيروس كورونا بالمملكة المغربية، مستعرضا الاستراتيجية المتكاملة والاستباقية التي اعتمدها المغرب، بتعليمات ملكية سامية، في مواجهة تفشي وباء كورونا وتداعياته، والتي أكدت فعاليتها من حيث الحد من التبعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية للوباء، مبرزا أن المغرب " كانت له استجابة جد سريعة وحاسمة منذ اللحظة الأولى التي تم فيها تسجيل أول حالة إصابة وافدة بفيروس كورونا المستجد بأراضيه بداية شهر مارس الماضي، حيث بادر إلى إغلاق حدوده البرية والجوية والبحرية، كما اعتمد إجراءات وتدابير استثنائية وجد صارمة أثبتت نجاعتها ومردوديتها وكانت محط اشادة العديد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية وضمنها جل الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية ".
وفي هذا الإطار، استحضر السيد بن شماش، الأهمية الأساسية لقرار إحداث "الصندوق الخاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا"، تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك، الداعية إلى توفير شروط تمويل الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا والحد من آثاره الى جانب إحداث وحدات للطب العسكري رديفا للطب المدني.
ولم يفت رئيس مجلس المستشارين تجديد التعبير عن اعتزاز المجلس بقيم التضحية والتضامن الوطني والتعبئة الجماعية التي أبانت عنها مختلف أطياف المجتمع المغربي، والاعتزاز بروح التكافل والتضامن التلقائي واللامشروط التي عبرت عنها كافة مكونات البرلمان المغربي، من خلال الانخراط الواسع في حملة المساهمة في تمويل "الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا"، الى جانب الانخراط في التعبئة الوطنية لمكافحة هذا الوباء، من خلال مواصلة أداء وظائفه الرقابية والتشريعية ، لا سيما على مستوى تقديم الأسئلة الشفوية والكتابية بغرض إيصال قضايا المواطنين إلى الجهات المختصة والسعي إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، مشيرا الى مختلف التدابير الاستثنائية والجديدة التي اتخذها المجلس لضمان استمرارية أداء وظائف المجلس وخصوصا التجربة الرائدة التي دشنها المجلس في المجال التشريعي من خلال اعتماده آلية التصويت الإلكتروني عن بعد.
من جانبهم، نوه رؤساء ورئيسات الاتحادات البرلمانية الجهوية والقارية بأمريكا اللاتينية والكاراييب، بمبادرة عقد هذا اللقاء الهام معتبرين انه الحدث البرلماني الأهم في مسار العلاقات المتعددة الأطراف بين اتحادات المنطقة مع نظيراتها بالمنطقة الافريقية، بعد الإعلان التأسيسي عن المنتدى البرلماني الافريقي الامريكو لاتيني الموقع من طرفهم الى جانب البرلمان المغربي ورؤساء الاتحادات الجهوية والإقليمية بالقارة الافريقية بتاريخ فاتح نونبر 2019 بمقر مجلس المستشارين.
كما أشاد المتدخلون بالإجراءات والتدابير الاستباقية التي باشرتها المملكة المغربية منذ بداية تفشي وباء كورونا، كما عبروا عن أهمية هذا اللقاء في تجسيد ضرورة تمتين التعاون البرلماني الثنائي والمتعدد الأطراف بشأن القضايا المشتركة والتحديات الجديدة التي فرضتها الأزمة على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، والترافع المشترك من أجل إرساء منظومات اقتصادية إقليمية ودولية تروم تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ومحاربة الهشاشة والحد من عبء المديونية خاصة لدى الدول الأكثر هشاشة.
حضر هذا اللقاء إلى جانب رئيس مجلس المستشارين، كل من السيد خورخي بيزارو سوطو، رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب، والسيدة نادية دي ليون ، رئيسة برلمان أمريكا الوسطى، والسيدة مونيكا بالبوا فيرناندز، رئيسة منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكاراييب، والسيد أوسكار لابوردي، رئيس برلمان الميركوسور، والسيد فيكتور رولاندو سوسا ، رئيس البرلمان الانديني، بالإضافة إلى الخليفة الرابع لمجلس المستشارين السيد عبد القادر سلامة.