وذكر بلاغ للمندوبية العامة أن الكتاب، الذي صدر تحت عنوان "الكرامة في الوسط السجني" بثلاث لغات هي العربية، والفرنسية والانجليزية، ومن تقديم أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، السيد عبد الجليل الحجمري، يروم تصحيح الصورة النمطية للوسط السجني والمبنية على الأحكام المسبقة والمتناقضة في غالب الأحيان، وما يترتب عنها من سوء فهم لواقع السجون والسجناء، وذلك من خلال إبراز الجهود المبذولة لحماية حقوق هذه الفئة من المواطنين وصون كرامتهم التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية.
وأوضح البلاغ أن المؤلف يسلط الضوء على برامج التربية والتأهيل التي تجعل من المؤسسة السجنية فضاء أكثر إنسانية وفرصة ثانية تذكي فتيل الأمل في نفوس السجناء وتدفعهم إلى إعداد أنفسهم إلى الاندماج السليم في المجتمع بعد الإفراج، مضيفا أن الكتاب يجسد معاني الكرامة بالفضاء السجني بطريقة سردية متعددة الأصوات، حيث يعبر كل صوت ومن موقع صاحبه، عن نظرته للكرامة كقيمة ملازمة للإنسان في كل الأماكن والأزمان.
وسجل المصدر ذاته أن هذه الأصوات، التي يبقى فيها صوت السجين هو الرئيس، تحكي عن المعيش اليومي داخل السجن عبر ثلاثة أجزاء معززة بصور فوتوغرافية ولوحات فنية من إبداع أنامل السجناء، مشيرا إلى أنها تهدف إلى تمكين القارئ من ملامسة كنه الحقيقة وإدراك التجليات الأساسية للكرامة داخل هذا الفضاء المغلق، وكيف يتم صونها باعتبارها حقا أصيلا ومعيارا راسخا في مواثيق حقوق الإنسان الدولية والوطنية.
ولفت البلاغ إلى أن هذا الإصدار ينضاف إلى قائمة المؤلفات التي دأبت المندوبية العامة على نشرها خلال السنوات الأخيرة، أبرزها "20 سنة من الرعاية الملكية، أنسنة الفضاء السجني بالمغرب" الذي تم إصداره تزامنا مع الذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على عرش أسلافه الميامين، بهدف إبراز التطورات النوعية التي عرفها قطاع السجون وإعادة الإدماج طيلة العشرين سنة الماضية، والتي تحققت بفضل العناية المولوية المتواصلة التي يحيط بها جلالته فئة المواطنين السجناء.
وخلص البلاغ إلى أن المؤلف الجديد ينضاف، أيضا، إلى كتاب "فنون من داخل السجون" وكتاب "صناع مصير مغاير"، وهما الكتابان اللذان يعرضان مختلف إبداعات السجناء المتميزة، ويبرزان أهمية الفن والإبداع كأداتين أساسيتين لإعادة الإدماج.