1- ما هي الإجراءات التي اتخذتها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة لضمان استمرارية النشاط التعليمي خلال فترة الحجر الصحي؟
بمجرد انتقال النظام التربوي في المغرب من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بعد، طبقا لقرار الوزارة الوصية، قامت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة بتعبئة فرق تربوية لوضع خطة عمل تهدف إلى اعتماد تدابير للتكوين عن بعد، بشكل فوري، ترتكز على أنظمة معلوماتية وشبكات آمنة.
ولمواجهة هذه الوضعية الاستثنائية، اضطرت الجامعات، بطريقة غير مسبوقة ومفاجئة، إلى الابتكار وتنظيم نفسها لضمان استمرارية طلبتها في متابعة دروسهم. لقد عملنا بالطبع على تثمين مواردنا ووسائلنا لنكون في الموعد يوم 16 مارس. كان الهدف، في نهاية المطاف، هو مواصلة الدروس بدون أي انقطاع، عبر منصة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، التي شكلت مكسبا أتاح لنا مواكبة الطلبة في دروسهم داخل منازلهم.
كما ينبغي التذكير بأن الفريق التربوي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة قد تمكن بالفعل، قبل بداية الحجر الصحي، من إعداد كمية من الدروس الحضورية، بمعدل استثنائي يتراوح مابين 50 و70 في المئة لكل وحدة.
2- كيف تعمل المؤسسة على مواكبة طلبتها في هذا السياق الصعب؟
لقد فضلنا اعتماد منصة المدرسة، التي تشكل موردا آمنا وموثوقا، وأخرى تابعة لجامعة ابن زهر، التي لم تدخر أي جهد، من جانبها، لاحتضان المحتويات التربوية.
تتطلب طبيعة بعض الوحدات التفاعل بين الأستاذ والطلبة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير كمؤسسة ذات ولوج محدود تسمح بمثل هذا التفاعل في الوقت الفعلي، من خلال استخدام تطبيقات مختلفة على غرار "زووم ميتينغ" و"غوغل كلاسرووم" و"سكايب".
وبالنظر إلى سياق الحجر الصحي ودعم ولوج الطلبة إلى المصادر الببليوغرافية، فقد وفرت المؤسسة روابط للمكتبات الإلكترونية لرئاسة جامعة ابن زهر والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بالإضافة إلى روابط لولوج مختلف المكتبات التي أصبحت الآن مجانية في إطار التضامن العالمي.
3- كيف تقيمون تجربة "التعليم عن بعد" بعد أكثر من شهرين من اعتمادها؟
في رأيي، لقد مكنت فترة شهرين من اعتماد هذه التجربة التعليمية الجديدة من إغناء مناهج الطلبة بشكل استثنائي، بالنظر إلى أن الدروس الرقمية أصبحت متاحة على الموارد الرقمية المختلفة ويمكن استعادتها بسهولة، مما يسمح للطلبة بالاطلاع عليها في أي وقت.
كما أن المراقبة المستمرة تم تنظيمها عن بعد وعملت ك "مقياس" للكشف عن أوجه القصور، إن وجدت على مستوى التعلم، باعتبارها خطوة مهمة لضمان الاستمرارية التربوية.
وفي ظل هذه الظرفية، تضطلع الدورات التكوينية بدور رئيسي في دعم المناهج الدراسية لكل طالب، حتى يتمكن من تسليط الضوء على المعارف المتراكمة خلال جلسات الدروس واكتساب مهارات مهنية جديدة. بالتأكيد، فإن الطالب الذي لا يتوفر على خبرة مهنية سيجد صعوبة كبيرة في تطوير مهاراته دون حضور فعلي في أماكن التكوين.
4- هل يمكن في الأيام العادية اعتماد رقمنة للدروس، وأي منظور للتعليم عن بعد للفترة ما بعد الحجر الصحي؟
بالفعل، لا غنى عن التعليم في جانبه الحضوري، لكن يمكنني القول إن هذه الفرضية كانت وجيهة أكثر في الماضي!
بالنسبة للطالب، تظل المدرسة هي الإطار الطبيعي من وجهة نظر تربوية واجتماعية، لكن الإمكانيات الهائلة التي توفرها لنا التكنولوجيا اليوم تتحدى روح الحداثة والاستبصار والموضوعية.
وبخصوص فترة ما بعد الحجر الصحي، فقد بدأ التفكير بالفعل، على مستوى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، من أجل اعتماد نمط هجين من التعليم واعتماد بعض الوحدات عن بعد عن طريق متدخلين وخبراء مغاربة وأجانب، شرط أن يحقق ذلك قيمة مضافة للطلبة، الذين هم في النهاية في صلب أي قرار.
لقد بحثنا أيضا إمكانية إعداد مشاريع للتكوين يتم تقديمها بنسبة 100 في المئة عن بعد من أجل تلبية احتياجات المتعلمين الراغبين في متابعة تكوينهم الخاص والمتطور.
5- ما هو الوضع على مستوى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة من حيث الرقمنة والدروس عن بعد ومتابعة الطلبة لهذه الدروس؟
لقد عمل الفريق التربوي بالمؤسسة جاهدا على إنجاح هذه التجربة المبتكرة للتعليم عن بعد، من خلال تأمين إنتاج أزيد من 200 دعامة (PDF و Excel و Word ومقاطع فيديو وعرض الشرائح ...)، بالإضافة إلى مبادرات مختلفة من أعضاء هيئة التدريس الذين قدموا بدائل أخرى، تتمثل في دروس تم بثها على قنوات اليوتيوب ومجموعات الواتساب والبريد الإلكتروني وغيرها.
كما أنه من المقرر عقد جلسات تفاعلية عن بعد عبر "زووم ميتينغ" من 26 ماي إلى 15 يونيو 2020 بالنسبة لجميع المستويات والوحدات التي تهم الأسئلة المرتبطة بالمحتوى التعليمي والتحضير للامتحان النهائي المقرر إجراؤه في شتنبر المقبل. وفي ما يتعلق بأطروحات المشاريع، فسيتم برمجتها عن بعد من 5 إلى 20 يوليوز القادم.
على الرغم من أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة تعيش، مثل جميع المؤسسات التابعة لجامعات المملكة، وضعية مفاجئة واستثنائية، لم يكن أحد مستعدا لها، فقد أظهر طلبتها روح الالتزام لدى الطلبة والكثير من النضج، من خلال انخراطهم التام في هذه المقاربة الجديدة للتعلم والدراسة عن بعد.
من وجهة نظر متفائلة، أثمرت هذه الوضعية الاستثنائية، بالرغم من صعوبتها، تجربة تعليمية جديدة في المغرب ينبغي تعزيزها بمفاهيم جديدة وأدوات ضرورية. الأزمات ليست مناسبة لاستخلاص الدروس فحسب، بل هي فرصة كذلك للابتكار وتقديم أفضل ما لدينا.