وقال السيد سير، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المبادرة تندرج في إطار التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وللحيلولة دون أن تصبح المدارس العليا بؤرة لعدوى محتملة
وأضاف أنه بمجرد انتقال النظام التربوي في المغرب من التعليم الحضوري إلى التعليم عن بعد، طبقا لقرار الوزارة الوصية، قامت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة بتعبئة فرق تربوية لوضع خطة عمل تهدف إلى اعتماد تدابير للتكوين عن بعد، بشكل فوري، ترتكز على أنظمة معلوماتية وشبكات آمنة.
وأشار إلى أنه لضمان ومواصلة الدروس خلال هذه الظرفية الدقيقة، فقد مكنت منصة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير من مواكبة الطلبة في دروسهم داخل منازلهم، موضحا أن هيئة التدريس قدمت بدائل تربوية مثل قنوات اليوتيوب ومجموعات الواتساب والبريد الإلكتروني وغيرها.
وأضاف “لقد فضلنا اعتماد منصة المدرسة، التي تشكل موردا آمنا وموثوقا، وأخرى تابعة لجامعة ابن زهر، التي لم تدخر أي جهد، من جانبها، لاحتضان المحتويات التربوية”.
وتابع أن طبيعة بعض الوحدات تتطلب التفاعل بين الأستاذ والطلبة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير كمؤسسة ذات ولوج محدود تسمح بمثل هذا التفاعل في الوقت الفعلي، من خلال استخدام تطبيقات مختلفة على غرار “زووم ميتينغ” و”غوغل كلاسرووم” و”سكايب”.
وأكد السيد سير أنه بالنظر إلى سياق الحجر الصحي ودعم ولوج الطلبة إلى المصادر الببليوغرافية، فقد وفرت المؤسسة روابط للمكتبات الإلكترونية لرئاسة جامعة ابن زهر والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بالإضافة إلى روابط لولوج مختلف المكتبات التي أصبحت الآن مجانية في إطار التضامن العالمي.
كما ذكر بأن الفريق التربوي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة قد تمكن بالفعل، قبل بداية الحجر الصحي، من إعداد كمية من الدروس الحضورية، بمعدل استثنائي يتراوح مابين 50 و70 في المئة لكل وحدة.
ووفقا للمسؤول التربوي، فإن فترة شهرين من اعتماد هذه التجربة التعليمية الجديدة مكنت من إغناء مناهج الطلبة بشكل استثنائي، بالنظر إلى أن الدروس الرقمية أصبحت متاحة على الموارد الرقمية المختلفة ويمكن استعادتها بسهولة، مما يسمح للطلبة بالاطلاع عليها في أي وقت.
وفي هذا السياق، أوضح السيد سير أن المراقبة المستمرة تم تنظيمها عن بعد وعملت ك “مقياس” للكشف عن أوجه القصور إن وجدت على مستوى التعلم، باعتبارها خطوة مهمة لضمان الاستمرارية التربوية.
وبخصوص فترة ما بعد الحجر الصحي، أشار السيد السير إلى أن التفكير بدأ بالفعل، على مستوى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بهدف اعتماد نمط هجين من التعليم واعتماد بعض الوحدات عن بعد عن طريق متدخلين وخبراء مغاربة وأجانب، شرط أن يحقق ذلك قيمة مضافة للطلبة، الذين هم في النهاية في صلب أي قرار.
وأضاف “لقد بحثنا أيضا إمكانية إعداد مشاريع للتكوين يتم تقديمها بنسبة 100 في المئة عن بعد من أجل تلبية احتياجات المتعلمين الراغبين في متابعة تكوينهم الخاص والمتطور.
وفي ما يتعلق بعملية تقييم الطلبة خلال هذه الفترة الاستثنائية، أوضح السيد سير أنه سيتم إجراء الامتحان النهائي في شتنبر المقبل، وبرمجة الأطروحات عن بعد من 5 إلى 20 يوليوز القادم، مشيرا إلى أنه من المقرر عقد جلسات تفاعلية عن بعد عبر “زووم ميتينغ” من 26 ماي إلى 15 يونيو 2020 بالنسبة لجميع المستويات والوحدات، بشأن الأسئلة المرتبطة بالمحتوى التعليمي والتحضير للامتحان.
من جهة أخرى، أشاد مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة بروح الالتزام لدى الطلبة الذين أظهروا الكثير من النضج، من خلال انخراطهم التام في هذه المقاربة الجديدة للتعلم والدراسة عن بعد.
وبالنسبة للسيد سير، فإن هذه الوضعية الاستثنائية أثمرت، بالرغم من صعوبتها، تجربة تعليمية جديدة في المغرب ينبغي تعزيزها بمفاهيم جديدة وأدوات ضرورية، مؤكدا أن الأزمات ليست مناسبة لاستخلاص الدروس فحسب، بل هي كذلك فرصة للابتكار وتقديم ما هو أفضل.