ويعد هذا المؤلف، الذي تم إنجازه عن بعد خلال فترة الحجر الصحي، نتاجا لمجهود مشترك جمع بين الشاعر السويسري والفنان - الرسام المغربي ضياء الفتيني، ليخرج إلى الوجود عملا فنيا يضم بين طياته قصائدا وألوانا مائية توحي على "حوار هادئ".
وفي تقديمه لهذه المختارات الشعرية، يصف الكاتب عبد الغفار سويرجي "بذور كورونا/ وحبوب لقاح أخرى للاسفار" بجسر يضعه برونو ميرسييه بين الرجال في "محاولة للكشف عما بداخلهم من محاسن وجوهرهم الذي لا يعبر عنه إلا بالكلمات".
وأشار سويرجي إلى أن برونو ميرسييه ليس شاعرا فحسب، بل هو عاشق للمسافر، معتبرا أنه لا يكل ولا يمل في البحث عن "الإنسان بداخلنا"، سعيا منه للحفاظ على الطبيعة التي لا يتوقف عن التغني بها في قصائده.
وأضاف أن الشاعر يصف نفسه بـ "الرجل الحساس"، الذي يسعى من خلال الشعر، للبوح بإيمانه وحبه لجميع الأشخاص الباحثين عن سبب لوجودهم.
وسجل سويرجي أن شعر برونو ميرسييه يقدم شهادة على مسار حياة حافل بالتجارب وغني بالمشاعر، معتبرا إياه، بصفته عاشقا للسفر، "يتقاسم هنا معنا قيمه الإنسانية ورؤيته للعالم".
وأبرز أن قصائده تعتبر دعوة للسفر واحتفاء بالحياة، وأن الألوان المائية للفنان - الرسام الفتيني تأتي لتكمل انطباعات الشاعر المسافر لتجعلها ملموسة، في تعبير غني بالألوان، كما تشكل مشاعره ملاذا ومصدر ارتياح.
وأوضح سويرجي أن هذه المجموعة الشعرية، التي تضم 82 قصيدة حرة لا تمتثل بالمرة لبنية الشعر التقليدي، تجسد مسارا متعدد الأبعاد والجغرافيا والذي يصب دائما في موضوع الإنسان وما يميزه من تفرد، مضيفا أنه من اليونان إلى بنين مرورا بسويسرا، تحرك الشاعر رغبة واحدة ألا وهي لقاء الآخر.
واعتبر صاحب التوطئة أن روح البدو التي تسكن هذه المجموعة الشعرية، تعكس في آن واحد دواخل ثقافتين ومخارجهما (الشرق والغرب)، وأشار إلى أن قصائد برونو ميرسييه والألوان المائية "العارية" للفتيني، تقدم، في نوع من التكامل والتكافل، عملا غنيا بتجارب الحياة ومفعما بالألوان، مضيفا أن هذه مختاراته تمثل مفترق طرق حيث يتقاطع النص الشعري والفن التصويري والثقافات واللغات المختلفة.
يشار إلى أن برونو ميرسييه (1957)، هو شاعر سويسري ذو نزعة إنسانية يعبر عن مكنونه باللغتين الفرنسية والألمانية، في كل من سويسرا والمغرب (شاعر بلا حدود)، كما يدافع عن السلم والبيئة. وتتضمن أعماله زهاء 20 مجموعة شعرية نشرت بلغات متعددة.