وينتظر أن يتواصل استئناف الأنشطة الرياضية أمام مدرجات فارغة ولفترة طويلة، بالنظر إلى استمرار تدابير حظر التجمعات التي قد تسهم في انتقال عدوى الفيروس، ما يعني افتقاد أجواء الحماس والتفاعل بين الرياضيين ومشجعيهم، الذين يرون أن الأمر يتعلق بثمن لا مناص من دفعه قبل مشاهدة فرقهم ولاعبيهم المفضلين عن قرب، لتفادي خطر موجة جديدة من تفشي الوباء.
وعلى غرار باقي مناحي الحياة، فإن جائحة كورونا، التي ما زالت تقض مضجع العالم، ستكون لها تداعيات واضحة على ممارسة الرياضة الاحترافية. فقد أصبحت إكراهات التباعد الاجتماعي والالتزام بقواعد النظافة والتعقيم تفرض نفسها على النحو الذي أوصت به السلطات الصحية.
وفضلا عن الجانب الاحتفالي، فإن عودة هذه التظاهرات الرياضية تكتسي بعدا ماليا أيضا، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بقطاع اقتصادي يدر ملايير الدولارات بفضل بيع حقوق النقل التلفزي والرعاية والاشتراكات.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه العديد من البطولات الكروية الأوروبية عن إنهاء الموسم، فإن الخسائر ستكون كبير بالنسبة للأندية. وقد تمت دعوة اللاعبين والمدربين والأطقم التقنية إلى خفض رواتبهم. أما الأندية الصغيرة فبات من الصعب عليها تفادي الإفلاس بسبب الأزمة التي سببها الوباء.
بالمقابل، أعطى استئناف بعض البطولات والمنافسات نفسا معنويا جديدا، كما هو الحال بالنسبة للدوري الألماني لكرة القدم، البوندسليغا، والذي كان أول دوري من بين الدوريات الكبرى يستأنف نشاطه في زمن كورونا بعد توقف غير مسبوق استمر لشهرين.
وأمام مدرجات فارغة ووسط إجراءات تنظيم وتعقيم مشددة، عادت كرة القدم إلى المربع الأخضر، لكن دون حماس الجماهير ودون مصافحة بين اللاعبين أو احتفال بالأهداف. ومن المستجدات التي حملها وباء كورونا كانت القاعدة المؤقتة التي تسمح للمدربين باستبدال ما يصل إلى خمسة لاعبين في المباراة، مقابل ثلاثة في الأوقات العادية، بالنظر إلى افتقاد اللاعبين للياقة، حيث تم إعمال هذه القاعدة خلال المباراة التي جمعت السبت بوروسيا دورتموند وشالكه 04.
وقد جرت هذه العودة في أفضل الظروف الممكنة، ما يعطي الأمل في عودة قريبة لدوريات كبرى أخرى، مثل البطولات الإسبانية والإيطالية والإنجليزية، التي تستعد بدورها لاستئناف مبارياتها.
وفي الولايات المتحدة، شكل سباق سيارات "ناسكار" الشهير نقطة البداية نحو استئناف التظاهرات الرياضية بعد شهرين من التوقف، حيث جرت المنافسة الأحد بدورها دون جماهير، في وقت باشرت فيه البلاد عملية الرفع التدريجي للحجر الصحي.
ولم يكن ضجيج المحركات الضخمة لأربعين سيارة في حلبة دارلنجتون في كارولاينا الجنوبية، كافية لتعويض صخب المشجعين، بعدما استبدل السائقون السباقات الافتراضية بالبطولة الواقعية الأكثر خطورة.
وانطلق السباق، المسمى "الأبطال الحقيقيون 400" تكريما لمهنيي قطاع الصحة، دون حادث يذكر وانتهي بفوز كيفن هارفيك (ستيوارت-هاس / فورد)، وهي أسماء أطباء وممرضات وغيرهم من العاملين في الخط الأمامي لمكافحة الوباء، كتبت على سيارات السباق بدلا من الأسماء المعتادة للسائقين.
وفي آسيا، وبعد أسبوع من انطلاق الموسم الجديد للدوري الكوري الجنوبي لكرة القدم، كان الغولف أول تظاهرة كبرى تعود أيضا إلى المنافسة.
ففي سيول، تم تنظيم البطولة الأولى منذ التوقف التام تقريبا للتظاهرات التنافسية عند بداية الوباء، على مدى أربعة أيام، خلف أبواب مغلقة ووسط ظروف أمنية صارمة وتغطية إعلامية واسعة.
منذ بداية جائحة كورونا، وجد عالم الرياضة نفسه أمام وضع غير مسبوق، حيث تم تعليق أو إلغاء أو تأجيل عدد كبير من المنافسات الرياضية، وسط تداعيات اقتصادية كبيرة.