وأوضحت المندوبية، في مذكرة لها تضمنت نتائج البحث الذي أنجزته لتتبع تكيف نمط عيش الأسر تحت وطأة الحجر الصحي من 14 إلى 23 أبريل 2020، أنه باستثناء الأسر التي يحتمل أن تتحمل الحجر الصحي كيفما كانت الفترة التي تقررها الحكومة (40 في المائة) فإن الحد الأقصى لمتوسط عدد الأيام التي يمكن أن تتحملها الأسر هو 32 يوم ويبلغ الوسيط 30 يوما : 50 في المائة من المغاربة مستعدون لتحمل فترة حجر إضافي لمدة 30 يوما أو أكثر، مشيرة إلى أنه في المتوسط يمكن أن تتحمل الأسر الميسورة مدة أطول (47 يوما) مقارنة مع الأسر الفقيرة (32 يوما).
وأشارت الدراسة إلى أن 18 في المائة من الأسر عبرت، (20 في المائة في الوسط الحضري و12 في المائة في الوسط القروي)، عن شعورها بتدهور العلاقات الأسرية.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا الشعور هو أعلى في أوساط الأسر الفقيرة (19 في المائة) مقارنة بالأسر الميسورة (13 في المائة)، وكذا في صفوف الأسر المكونة من 5 أشخاص أو أكثر (23 في المائة) مقارنة بالأسر الصغيرة الحجم المكونة من شخصين (7 في المائة). وكذا بالنسبة للأسر التي تعيش في مسكن مكون من غرفة واحدة (22 في المائة) مقارنة بتلك التي تعيش في مسكن به أربع غرف أو أكثر (16 في المائة).
بالمقابل، عبر (72 في المائة) من الأسر عن عدم تأثر العلاقات داخل الأسرة بظروف الحجر الصحي. وبالنسبة لبقية الأسر (10 في المائة) فإن علاقاتها الأسرية سليمة وأكثر متانة.
ولتحمل ظرفية الحجر الصحي، أوضحت الدراسة، أن أكثر من 66 في المائة من الأسر تلجأ لتتبع المسلسلات أو الأفلام أو القراءة أو ممارسة أنشطة فكرية أو ترفيهية أخرى ،و51 في المائة تقضي مزيدا من الوقت مع الأسرة ،و37 في المائة تلجأ إلى الممارسات الدينية و35 في المائة تحافظ على الاتصال مع الأصدقاء والأقارب عبر وسائل الاتصال ،و12 في المائة تمارس الرياضة والحركات الجسدية في المنزل، و9 في المائة تضاعف من عدد الخرجات المرخص بها من المنزل.
وأضافت المندوبية أن هذه الممارسات تختلف باختلاف جنس رب الأسرة، إذ 68 في المائة من الأسر التي يسيرها رجل تتابع المسلسلات أو الأفلام أو تقرأ أو تقوم بأنشطة فكرية أخرى (مقابل 61 في المائة من بين الأسر التي تسيرها امرأة)، و55 في المائة تقضين مزيدا من الوقت مع الأسرة (مقابل 37 في المائة بالنسبة للأسر التي تسيرها امرأة) و11 في المائة تضاعف من عدد الخرجات المرخص بها من المنزل (مقابل 4 في المائة بالنسبة للأسر التي تسيرها امرأة).
ومن جهة أخرى، تقوم الأسر الميسورة مقارنة بالأسر الفقيرة بالتواصل أكثر مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة من خلال وسائل الاتصال (60 في المائة مقابل 26 في المائة) وبممارسة الرياضة في المنزل (26 في المائة مقابل 7 في المائة) ومضاعفة عدد الخرجات المرخص بها (21 في المائة مقابل 9 في المائة).
وحسب الدراسة فإن أكثر من ثمانية أسر من عشرة (82 في المائة) يعتقد أن الدعم المادي للأسر المعوزة هي الطريقة الأنجع لإنجاح الحجر الصحي وهو رأي يتوافق بشأنه كل مكونات المجتمع.
كما ذكرت بتدابير أخرى ولا سيما منح التعويض عن فقدان الشغل (38 في المائة) وتزويد القرب من المواد الغذائية وغير الغذائية (38 في المائة) وتوفير المعدات اللازمة للتلاميذ لإنجاح التكوين عن بعد (28 في المائة) وتوفير المساعدة في البيوت للفئات الهشة (25 في المائة).
وتجدر الإشارة إلى أن البحث استهدف عينة تمثيلية مكونة من 2350 أسرة تنتمي لمختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية للسكان المغاربة حسب وسط الإقامة (حضري وقروي).
ويروم هذا البحث فهم، على الخصوص، مستوى فعالية الحجر الصحي، ومعرفة الأسر بفيروس كورونا (كوفيد-19)، والإجراءات الوقائية، والتزود المنزلي بالمنتوجات الاستهلاكية ومواد النظافة، ومصادر الدخل في وضعية الحجر الصحي، والولوج للتعليم والتكوين، والحصول على الخدمات الصحية وكذا التداعيات النفسية.
وبالنظر إلى ظروف الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية، فقد تم إنجاز البحث عن طريق الهاتف باستخدام طريقة التجميع بمساعدة اللوحات الإلكترونية.