وذكر بلاغ للوكالة الحضرية أن هذا اللقاء التفاعلي سيشكل فرصة لفتح حوار جدي ونقاش مسؤول، بغية تقديم حلول وتدارس مقترحات كفيلة بضمان استدامة مدينة مراكش على كافة المستويات (الاقتصادية والاجتماعية والبيئة و التقنية) ومقاومة التغيرات المناخية والأزمات الصحية، انطلاقا من تنوع المؤهلات الطبيعية والمجالية لمراكش وتعدد خصوصياتها الثقافية والسياحية وعراقة موروثها وأصالة تراثها وجمالية حدائقها.
وأضاف البلاغ أن موضوع هذا اللقاء يطرح نفسه بحدة أمام تداعيات جائحة (كوفيد-19) واجراءات الحجر الصحي، وماتفرضه الظرفية من أهمية التعايش الاجتماعي وبناء القدرات داخل مجال يضمن تكافؤ الفرص ويوفر كافة الخدمات والتجهيزات والمرافق الضرورية والحد من الاختلالات والفوارق الاجتماعية، اعتمادا على تعمير مستدام و نجاعة طاقية وبيئة سليمة، وهي مكونات مجالية ضرورية لخلق مدينة مستدامة.
وجاء في المذكرة التقديمية لهذا اللقاء أنه "بفعل هذه الجائحة المتمثلة في كوفيد-19، أضحى لزاما البحث عن أجوبة للاختلالات التي تعرفها مدننا ونمط عيشنا ليس إزاء هذه الازمة الصحية عينها، ولكن إزاء أزمات أخرى يمكن ان تأخذ أشكالا أخرى".
وأضافت أن "الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن 70 في المئة من الساكنة ستكون ساكنة حضرية في أفق 2040. وهي توقعات يجب أن تشكل حافزا لإعادة طرح النقاش حول جودة ونوعية الحياة في هذه التكتلات العمرانية. إن هذه الإشكالات ذات راهنية وتحتاج الى توضيح نظرا للوضع الحالي المترتب عن انتشار الفيروس، الذي فرض احترام تدابير السلامة وخاصة التباعد الاجتماعي فيما بين الأشخاص، وهو أمر غالبا ما اعتبر صعبا".
وسيؤدي هذا السلوك الذي "أصبح إلزاميا وحتميا، بلا شك بالمهيئين الى إعادة النظر في تصورنا لمدينة الغد، وإلى تكييف المدينة القائمة مع نمط حياة يتميز بالحجر والتدابير الصحية الضرورية للعيش في صحة جيدة ولحماية النفس وحماية الآخرين".
وذكر المصدرذاته أن "مدينة مراكش تعايشت مع مفهوم الاستدامة، لكونها مدينة كانت قادرة على الاستمرارية في الزمن وعلى المحافظة على الهوية، فضلا عن ميزتها الدامجة، والتي أتاحت لسكانها أو لغيرهم من الزوار مستوى من العيش الجيد. لذا وجب على المدينة أن تحرص على حركيتها على المدى البعيد حتى في مواجهة أزمة صحية كالتي تمر بها اليوم".
وسيشارك في أشغال هذا اللقاء التفاعلي الهام عدد من الباحثين والمثقفين والهيئات المهنية والمصالح الإدارية، من أجل وضع تصور عقلاني لتكون مراكش مدينة مستدامة.
ويأتي هذا اللقاء التفاعلي في إطار منتدى "مراكش ما بعد كوفيد-19" الذي يبرمج سلسلة من الندوات وورشات التفكير والتبادل، قصد التشاور بين مجموع الفاعلين المعنيين حول أشكال ما بعد الحجر الصحي، خاصة استخدام الفضاءات العمومية وقضية التنقل.